تعد شبه الجزيرة العربية منطقة استراتيجية تمتد بين قارتي آسيا وأفريقيا، وتتميز بموقعها الفريد والحساس سياسياً وجغرافياً. تغطي مساحة تقدر بحوالي 3,237,500 كيلومتر مربع، وهي موطن لأكثر من 44 مليون نسمة حسب آخر التقديرات الرسمية. تشتهر هذه المنطقة الغنية بالتاريخ بثرائها الثقافي المتعدد والموروث الطبيعي الرائع.
تأخذ خريطة شبه الجزيرة العربية شكل مثلث ضخم ذو قاعدة طويلة نحو الشمال الشرقى ومقابل رأسين عند مضيق باب المندب وخليج عمان. يحدّها البحر الأحمر غربا وبحر العرب جنوباً وشبه القارة الهندية شرقاً وبلاد الشام شمالاً. تتكون تضاريسها بشكل أساسي من صحاري واسعة وهضاب مرتفعة مع وجود بعض المرتفعات النسبية كجبال عسير والجرد والشفا. كما تحتوي أيضاً على سهول ساحلية خصبة خصبة وعلى الأخص الواقعة على طول الخليج العربي والبحر الأحمر والتي توفر فرص زراعة حيوية لسكانها.
ومن الناحية الثقافية والتاريخية، تعتبر شبه الجزيرة العربية مهد الحضارات القديمة مثل حضارة مجان وحضارة مملكة سبأ البائدة. وقد كانت مركز جذب للتجار منذ القدم بسبب موقعها الاستراتيجي مما ساهم في دفع حركة التجارة العالمية وانتشار الإسلام منها إلى مختلف أنحاء العالم. بالإضافة لذلك، تحتضن المنطقة العديد من المواقع الدينية الهامة بما فيها بيت الله الحرام والكعبة المشرفة في مدينة مكة المكرمة وكذلك المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة وغيرهما الكثير.
وفي النهاية، فإن فهم تاريخ وشكل خريطة شبه الجزيرة العربية يعني تقديرا عميقا لمكانتها العالمية وسلالتها العريقة التي جعلتها قلعة للحفاظ على تراث بشري فريد من نوعه.