ولد العالم الإسلامي والفيلسوف البارز الدكتور مصطفى محمود عام ١٩٢١ بحي شبرا بالقاهرة لعائلة مصرية عريقة. بدأ مشواره الأكاديمي باهتمام بالطب وهو ما أكسبته شهادة طب عام ١953 لكنه سرعان ما حول اهتمامه نحو التأليف والنقد الفلسفي والإعلام. كانت كتاباته ومؤلفاته متعددة ومتنوعة تناولت الدين والعلم والثقافة بشكل نقدي يمزج بين الرؤية الإسلامية الحديثة والتساؤلات المعاصرة للأمة العربية.
توفي هذا العقل النير يوم الجمعة الموافق لـ٣٨ رمضان سنة ١421 هجرية، الموافق لـ٦ أكتوبر ٢٠٠۹ ميلادية بعد صراع طويل مع المرض داخل منزله الواقع بنفس الحي الشعبي الذي ترعرعت فيه ذكريات طفولته المبكرة. ترك خلفه تراثًا أدبيًّا غنيًّا ضم أكثر من ثلاثين مؤلفًا بالإضافة إلى عشرات الحلقات التلفزيونية الشهيرة التي شكلت جزءًا أساسيًا من وجدان الكثير من العرب وتركوا بصمة واضحة لا تزال تتردد صداها حتى اليوم.
لا يمكن إنكار تأثير فقدانه على المثقف العربي فكان رمزًا للإبداع والمعرفة المتجددتين والذي ظل صوتاً حراً وسندًا قوياً للحقوق الإنسانية وحقوق المرأة خاصة خلال مسيرة حياته الطويلة والمفعمة بالأحداث. وبذلك يظل ذكرى خالدة وتاريخ يحتفل به كل محب للعلم والثقافة العربية الراقية.