حضارة الأزتيك، التي تزدهر بين القرن الثالث عشر والخامس عشر الميلادي، تعتبر واحدة من الحضارات الأكثر تأثيراً وأثراً في تاريخ أمريكا الشمالية قبل كولومبوس. هذه الحضارة القديمة كانت مركزها الرئيسي في وادي المكسيك الحديث، والذي يضم الآن مدينة مكسيكو العاصمة. اسم "الأزتيك" يأتي من قبيلة آزتيكا التي أسست الإمبراطورية، لكن العديد من المجتمعات الأخرى ساهموا أيضاً في تشكيل هذه الثقافة المتنوعة.
كانت اللغة الرسمية للأزتيك هي الناهواتل، وهي لغة مازالت تُستخدم حتى اليوم في مناطق معينة بالمكسيك. النظام السياسي كان ملكيّاً، حيث يحكم إمبراطور يرأس مجلس الشيوخ ويخضع للمجلس الأعلى للكهنة. الاقتصاد كان قائماً أساساً على الزراعة، خاصة زراعة الذرة والفاصولياء والشوكولاتة والنباتات الدوائية. بالإضافة إلى ذلك، كانوا بارعين جداً في التجارة وبناء القنوات والموانئ البحرية لتسهيل عمليات التجارة الخارجية.
في مجال العمارة والدين، كانت حضارة الأزتيك معروفة بتقنية البناء الفريدة والمعابد المهيبة مثل معبد هرم الشمس ومعبد هرم القمر في تينوتشتيتلان (الاسم القديم لمكسيكو). الدين الأزتيكي شمل عبادة مجموعة واسعة من الآلهة والأرواح وكان يحتوي على طقوس متعددة تتضمن تقديم البشر كضحايا لإرضاء آلهتهم.
على الرغم من سقوط الإمبراطورية أمام غزو الإسبان في العام 1521، إلا أن تراث الأزتيك لا يزال حيّاً في الفنون والحرف التقليدية واللغة والثقافة الشعبية في المكسيك وغيرها من البلدان الأمريكية الأصلية.