لحماية التربة من التصحر، ضروري اتباع مجموعة من التدابير والحلول العملية والفعالة. أول هذه التدابير هو تعزيز وحماية الغطاء النباتي، والذي يعتبر خط الدفاع الأول ضد تصحر الأرض. يمكن تحقيق هذا عبر استخدام تقنيات الزراعة المعاصرة والتي تساعد في الحفاظ على التربة أثناء فترات الجفاف وانخفاض معدلات سقوط الأمطار. كما ينبغي تشجيع إعادة غرس الأشجار وبناء حواجز طبيعية مثل الصفوف الشجرية على جانبي المنحدرات للتثبيت التركيبي.
تقوم الزراعة الصحراوية أيضًا بدور حيوي في مواجهة خطر التصحر، وذلك من خلال تطوير أصناف نباتية مقاومة للجفاف ويمكن زراعتها بكفاءة في الظروف القاحلة وشبه القاحلة. بالإضافة لذلك، فإن اعتماد الزراعة العضوية والمستدامة يساعد كثيرا في مكافحة ظاهرة التجفيف. تتطلب كل هذه العمليات موارد بشرية ومالية كبيرة، وهي تعتبر أساسية لتوفير فرص عمل للشباب وللتقليل من مستويات الفقر داخل المجتمعات الريفية.
لا تقتصر مسؤولية الحد من التصحر فقط على القطاعات الحكومية، بل يشترك فيها الأفراد أيضا. فعلى سبيل المثال، التقليل من بصمتنا الكربونية عن طريق الاعتماد على طاقة الرياح والشمس بدل الوقود الأحفوري يعد طريقة مباشرة لإيقاف ارتفاع درجة حرارة الكوكب مما يساهم بشكل غير مباشر في المكافحة ضد التصحر. أما بالنسبة للنفايات المنزلية، فهي تلعب دوراً سيئاً عندما يتم رميها خارج النظام المخصص لها، إذ تعمل تلك النفايات على تحسين خصوبة التربة مؤقتًا قبل أن تستنزف جميع المواد الغذائية وتتحول الي مكان مغذي للفطريات والعفن. بالتالي، تنظيف بيوتنا ونظام إدارة نفاياتنا أمر هام للغاية في جهودنا المشتركة.
في مجال التعليم، تعد دمج موضوعات حول البيئة وكيف يمكن لأفعالنا اليوم تأثير كبير علي مستقبلنا هي جزء مهم جدا لرفع الوعي العام بين الأجيال الجديدة. أخيرا وليس آخرا، التعرف واكتشاف قصص نجاح بعض المجتمعات المحلية الذين تمكنوا بالفعل من عكس آثار التصحر يعطي دفعة معنوية وأمثلة واقعية يمكن لكل واحد منا أن يستلهم منها ويتعلم منها. وهكذا، تجمع هذه الخطوات مجتمعة لتحقيق هدف مشترك وهو حماية أرضنا الثمينة من مخاطر التصحر وضمان الاستمرارية للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لدينا.