علم الفراسة، المعروف أيضًا باسم "الوجهيات"، هو دراسة قديمة تعود جذورها إلى الحضارات القديمة مثل اليونان وروما والصين. هذه العلوم تنظر إلى الجسم البشري وملامحه كمرآة لعواطف الإنسان وسلوكاته وصفاته الداخلية. يعود الاهتمام بهذا العلم لأصول خرافية ولكن مع الوقت أصبح أكثر تحليلاً علمياً مؤسساً.
في العصور الكلاسيكية، اعتبر الأطباء والفلاسفة اليونانيون كاليبس وجالينوس أنّ شكل الجسم يكشف عن شخصية الشخص وصحة جسمه. كانوا يعتقدون أن الطول والعرض والوزن يمكن أن يشير إلى خصائص نفسية مختلفة.
خلال القرون الوسطى والإسلامي، قام علماء مثل ابن سينا وابن رشد بتعميق البحث حول هذا الموضوع، موضحا كيف يمكن استخدام دراسة الأشكال والألوان لتفسير الطبائع البشرية المختلفة.
مع بداية القرن العشرين، ظهرت أعمال بارزة مثل كتاب "العلاقات بين الصفات الخارجية والشخصية" لجيمس ماثيو كوكيلو عام 1925 والذي جمع العديد من الدراسات المتعلقة بعلاقة المظهر الخارجي بالشخصية الداخلية.
اليوم، رغم عدم وجود إجماع علمي قاطع حول فعالية الفراسة، إلا أنها ظلت مجالًا مثيرًا للاهتمام للعديد من الأفراد المهتمين بفهم النفس الإنسانية بشكل عميق ودقيق. إنها دعوة لاستكشاف الترابط الغامض بين الجسد والنفس، ولرؤية جمال وتعقيد الطبيعة البشرية.