المسك يعد أحد أغلى المواد الطبيعية المستخدمة في مجال العطور والمستحضرات التجميلية، وهو مستخلص طبيعي من غدد خاصة لدى بعض الأنواع من الحيوانات البرية مثل غزال المسك. هذا المستخلص له خصائصه الفريدة التي جعلته ذا قيمة تاريخية وثقافية كبيرة.
يتكوّن المسك أساسًا من سائل أبيض كريمي يتم إنتاجه بواسطة الغدة الكيسية الموجودة في بطن ذكر غزال المسك فقط. تُعادل حجم تلك الغدة لحجم بيضة الدجاج تقريبًا. يتسم المسك بدرجة عالية من اللزوجة يشبه العسل في قوامه، وله رائحة قوية مميزة كانت تستخدم كجاذبة جنسانية لدى الحيوانات الأصلية. بالإضافة إلى دوره البيولوجي، فقد طور البشر قدرتهم على تحويل المسك الخام إلى مكونات أساسية للعطور وزيوت التجميل بسبب خواصه المثبتة والمنعشة للأرواح.
بالنسبة لإنتاج المسك والتجارب العلمية المتعلقة باستخراجه، هناك طريقتان رئيسيتان معروفتان اليوم. الأولى تعتمد على طريقة غير ضارة وغير قاتلة لغزال المسك، حيث يتم تنفيذ العملية تحت الرعاية الصحية الجيدة للحفاظ على الصحة العامة للحيوان. تتم هذه العملية بشكل دوري بدون التأثير السلبي على نمو الحيوان وصحة جسمه. أما الثانية فتعتمد على إجراء خفيف التشريح باستخدام التخدير الخفيف مما قد يحمل مخاطر نسبية لكنها توفر وقتًا أقل نسبيًا لنزع المسك أثناء فترة الإنتاج السنوية المناسبة والتي تتراوح عادةً خلال الفترة الواقعة بين ديسمبر وأوائل يناير.
تاريخيًا، لعب المسك دوراً بارزا منذ القدم حيث اعتبره العديد من الثقافات رمزًا للعظمة والقوة. بدءًا من الحضارة الصينية القديمة مرورًا بفترة اليونان وروما وانتشار الإسلام والعصور الأوروبية الوسطى وحتى عصر النهضة الحديث، ظل المسك جزءًا أساسيًا من الفنون الجميلة والصناعات العلاجية بالعالم القديم. ولايزال حتى يومنا هذا يلعب دور مهم كمكون مهم لصناعة العطور حول العالم.
تجدر الإشارة أنه رغم شعبية المنتجات البديلة الاصطناعية المصنوعة حديثًا، تبقى الروائح الطبيعية والمنكهة بالمسك مرغوب فيها نظرًا لجودتها ولارتباطها بالتراث الإنساني العريق.