بينما قد يبدو الأمر بسيطاً، فإن الإجابة على سؤال "هل تستخدم الجانب الأيمن أم الأيسر من عقلك" ليست فقط مسألة اختيار يديك للكتابة أو تناول الطعام. العلاقة بين استخدام اليد والتوجه الدماغي هي موضوع بحث مستمر في مجال علم الأعصاب. بشكل عام، يتم تنظيم نصف الكرة الدماغية بطرق مختلفة ومتخصصة؛ مع التركيز عادةً على الوظائف الحركية والإدراكية.
في معظم الناس، الذين يشكلون ما يقرب من 90% من السكان، يُعتبر القسم الأيمن من الدماغ مسؤولاً عن العمليات المكانية والحركة الجسدية والأداء البصري ثلاثي الأبعاد. هذا هو السبب في أنه عند الأشخاص ذوي اليد اليمنى، غالباً ما تكون القدرات مثل الرياضيات والموسيقى والفنية أكثر تنسيقاً مع النصف الأيمن للدماغ - وهو الجانب المعروف باسم "النصف الفني".
على الجانب الآخر، النصف الأيسر من الدماغ يشرف عادة على اللغة المنطوقة والكلام المكتوب والأعمال التحليلية والمبادئ الرياضية الأساسية. بالتالي، يميل الأفراد الذين يستخدمون اليد اليسرى إلى امتلاك مهارات لغوية قوية ونظام منطقي بارع. ومع ذلك، هذه المبالغات ليست ثابتة ولا مطلقة. كل شخص فريد وله توزيع خاص له للقدرات بين جانبي دماغه.
بالإضافة لذلك، هناك حالة تسمى "التحول"، حيث يمكن للأشخاص الذين لديهم كتابة رئيسية باليد اليسرى أن يكونوا متفوقين في المهارات التي ترتبط تقليدياً بالنصف الأيمن للدماغ والعكس صحيح. هذه الحالة شائعة نسبياً ولكنها غير مفهومة تماما بعد.
في النهاية، بينما يمكن أن توفر لنا معرفتنا حول الحالات الطبيعية بعض الرؤى العامة حول كيفية عمل أجسامنا وعقولنا، إلا أنها لا تحدد بالضرورة القدرة الكلية لكل فرد أو الطريقة التي سيستخدم بها طاقته الذهنية بشكل فعّال.