في الأدب القديم والميثولوجيا اليونانية، يُعتبر "حصان طروادة" واحداً من أشهر الأسلحة الاستراتيجية التي استُخدمت خلال الحروب القديمة. هذا المصطلح ليس مجرد ذكر لشجرة عتيقة بل يعود إلى قصة ملحمية تدور أحداثها حول مدينة طروادة الشهيرة. وفق الرواية الأسطورية، كانت هذه المدينة تحت القصف المستمر للجيش الإغريقي لمدة عشر سنين تقريبًا بسبب اختطاف الأميرة هيلين الجميلة من قبل الأمير باريس التروجان. ولكسر حالة الجمود، اقترح الجنرال اليوناني أوديسيوس خطة عبقرية؛ بناء حصان خشب كبير جدًا يمكن تخزين جنود مجهزين فيه بشكل سرّي.
تم تقديم الحصان كهدية للTrojans كرمز للهزيمة أمام قوة الغزاة الأقوياء الذين يبدو أنهم رحلوا تاركين خلفهم الهدية الثمينة. ومع ذلك، وبينما كانت الاحتفالات تعلو فوق المدينة بمجرد ولوج "الحصان"، قذف مجموعة مختارة من المحاربين المتسترين داخل الحصان أبواب المدينه، مما جعل الطريق سهلاً لجيش الإغريق الداخل لاستكمال النصر والإطاحة بطروادة. وهكذا اكتسب مصطلح "حصان طروادة" دلالة متبادلة لتشير لكل خدعة مستترة وغير واضحة للأعين الأولى لها ولكنها تكشف نوايا شريرة عندما تنكشف الحقيقة لاحقًا.
وعلى الرغم من كون الأصل التاريخي لهذا الاسم مرتبطاً بشبه جزيرة آسيا الصغرى، فقد انتشر واستعمِلَ على نطاق عالمي واسع منذ وقت مبكر جداً. وفي الوقت الحديث وفي مجال التقنية الحديثة خصوصاً، يمكن اعتبار الفيروسات البرمجية ذات الشكليات المشابهة لـ"حصان طروادة". فهي تبدو بريئة وخالية من الضرر عند تحميلها لأول مرة لكنها تتضمن أوامر خفية تتسبب فيما بعد بأضرار جسيمة لنظام التشغيل المنصب عليها.
وبهذه القدرة على التحويل والتلاعب بالنظر الأولي والأفعال التالية له، حافظت فكرة "حصان طروادة" بتاريخها العتيق على أهميتها وساهمت أيضاً في توسيع مدلولاتها ودلالاتها حتى يومنا الحاضر.