كان العثمانيون إمبراطورية عربية قوية ومتعددة الثقافات سادت المنطقة خلال الجزء الأخير من القرن الثالث عشر وحتى بداية القرن العشرين. أسسها عثمان بن أرطغرل عام 1299 ميلادي، وتوسعت بشكل كبير تحت حكم الخلفاء الأوائل مثل مراد الأول ومحمد الفاتح. تميزت هذه الحقبة بالتقدم الكبير في الفنون، العلوم، والتجارة، بالإضافة إلى توسيع رقعة الدولة لتشمل مناطق واسعة في أوروبا وآسيا وأفريقيا.

كانت العاصمة الأولى للإمبراطورية هي بورسا، ثم انتقلت فيما بعد إلى القسطنطينية التي أصبحت الآن إسطنبول الحديثة. أولى الحكام العثمانيين اهتماماً كبيراً بتعزيز الرابط بين الإسلام والعسكرية، مما أدى إلى خلق نظام غازي متميّز. هذا النظام جنّد الأفراد الأقوياء بدنياً والأكثر حماساً دينياً ليكونوا جزءاً من الجيش العسكري المتنامي والمتميز.

بالإضافة إلى ذلك، دعم العثمانيون التعليم والنشر العلمي بشدة. أسست الإمبراطورية العديد من الجامعات الشهيرة مثل جامعة إيوان سليم الأول وجامعة السلطان بايزيد الثاني والتي قدمت دورات دراسية متنوعة بما فيها الطب، الفلك، الرياضيات، والفلسفة. كما لعب الكتاب العثمانيون مثل ابن خلدون دوراً هاماً في تطوير النظريات التاريخية والدينية.

مع مرور الوقت، شهد العالم العثماني تحولات كبيرة مع ظهور النفوذ الأوروبي الناشيء. ومع ذلك، حتى بعد الانحدار النهائي للإمبراطورية في الحرب العالمية الأولى، تركت إسهاماتها بصمة دائمة في مجالات السياسة الدولية والثقافة الإنسانية العامة.