كان للعهد الزمني المعروف باسم "العصر الطباشيري الثلاثي" تأثير عميق ومتنوع للغاية على تاريخ الأرض وتطور الحياة عليها. يمتد هذا الفصل الجيولوجي الهام عبر أكثر من مائة مليون سنة تقريبًا، بدءًا منذ حوالي 252 مليون سنة وحتى نهاية الفترة قبل نحو 66 مليون عام فقط. خلال هذه الحقبة الثمينة من التاريخ الجيولوجي للأرض، شهدت البيئة تغيرات كبيرة كان لها آثار مباشرة وغير مباشرةعلى الأنواع التي كانت تعيش حينها.
في بداية هذه الفترة، والتي تعرف أيضاً بالبدائي المتأخر (Late Trias)، كانت النباتات قد بدأت للتو عملية الانتشار الواسع النطاق حول العالم بعد الحدث الانقراض الكبير النهائي للترياتيك. تضمنت هذه الأنواع الأولى من النباتات أشجار الصنوبر والحزازيات Ferns وLycopods بالإضافة إلى بعض الفطريات المبكرة. ومع ذلك، فإن ظاهرة الغابات الشجرية الخضراء كما نعرفها اليوم لم تبدأ إلا لاحقاً قليلاً أثناء انتهاء مرحلة الترياس وتمهيد الطريق للجوهر الحقيقي للعصر الطباشيري.
بداية حقبة العصر الطباشيري والتي تمتد لعشرين مليون سنة تقريباً، كانت مليئة بتغييرات واضحة في المناخ والسطح الأرضي والعلاقات الغذائية بين مختلف الكائنات الحية الموجودة آنذاك. أدّت ارتفاع درجات حرارة البحر بشكل متزايد واستقرار سطح القشرة الأرضية لظهور ما يُعرف الآن بمياه بحر التيثيس Tethys Seaway التي تفصل جنوب شرق آسيا عن أمريكا الشمالية وأوروبا وأفريقيا مع إنشاء العديد من الأرخبيلات الجزيرية الصغيرة الناجمة عن حركة الصفائح التكتونية المختلفة مما ساهم في تنوع بيولوجي هائل وتكوين مناطق جديدة مواتيه لنمو مجموعات حيوانية نباتية متنوعة تماما مثل تلك التي تزدهر حالياً داخل غاباتها الاستوائيه المطيرة العديدة والمشتبه بها. وكانت نتيجة لذلك ظهور أنواع جديدة من البرمائيات والثدييات والطيور إضافة للديناصورات العملاقة المهيمنة وقتها والذي يعد واحدٌ منها هو السبب الرئيسي لتسميته بهذا الاسم المجمع لكل منهما مجتمعتين سوياً تحت اسم تشكيل جيولوجي يعرف بالعصر الطباشيري الثلاثي .
ومن الجانب الآخر ، فقد مر عالم الحيوانات بحالة انقراض كبرى أخرى عند انتهاء زمن الديناصورات المسؤولة عنها اصطدام كويكب ضخم بالأرض وهو الأمر الذي أنهى عصورهم الدافعة وكل شخص على قيد الحياة آنذاك بما فيهم هم أيضا! وبالتالي بدأ عصر جديد يسمىبالعصر الثالث -الذي يمكن اعتباره أول علامات وجود الإنسان الحالي على وجه البسيطة-. إذ تميزت نهاية عصر الديناصورات بانطلاق نشاط تركيب هيكل دقيق لجهاز عصبي بأحجام أصغر ولكن بنفس القدر من ذكائه مقارنة بالنظام القديم الخاص بهم بينما اختفت أغلب الآثار القديمة للقارات المتحجرة تاركة خلفها أرض خصبة وملائمة تمام الإمكان لاستقبال المزيد من البشر الذين سيستمرون بالتطور جنبا إلي جنب مع تحولات الطبيعية المصاحبة لحركة نقل كتله القاريّة المستمرة حتى يوم الناس ذاك !