كان الشيخ محمد ناصر الدين الألباني شخصية بارزة في مجال الدراسات الإسلامية، خاصة فيما يتعلق بالحديث النبوي. وُلد عام 1914 في قرية جبلة بالقرب من مدينة طبرية، فلسطين. منذ طفولته المبكرة, برز تفوقه التعليمي وحبه للعلم الشرعي, مما دفعه إلى مواصلة تعلمه حتى أصبح أحد أهم العلماء والمحدثين في القرن العشرين.

تلقى الألباني تعليمه في مدارس مختلفة مثل مدرسة الخليلية ومدرسة الشريعة في بيروت. ثم انتقل لاحقاً للدراسة في القاهرة حيث درس الفقه الإسلامي وبقية علوم الدين تحت إشراف علماء كبار مثل عبد الرحمن المباركفوري وعبد الله بن إدريس الحداد. بعد ذلك عاد للأردن وأصبح أستاذاً للشريعة والقانون بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة اليرموك.

أشهر أعمال الألباني هي سلسلة "التخريج والإسناد" التي تتضمن دراسته وتحقيقه لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. كما نشر العديد من الكتب الأخرى التي تختص بموضوعات مختلفة داخل العقيدة والفقه والتفسير وغيرها الكثير. بالإضافة لتأسيسه لدار الألباني للنشر والتي قامت بطباعة ونشر مؤلفاته ومعاجمه الشهيرة.

من الجدير بالذكر تأثيره الكبير على طلبة العلم عبر دروس ومحاضرات مسجلة مازال يواصل طلاب العلم الاستفادة منها حتى يومنا هذا. توفي رحمه الله سنة 1999 تاركا خلفه تراثا علمياً ضخما أثَّر بشكل كبير ليس فقط على العالم العربي بل أيضًا حول العالم الإسلامي بأكمله. إن ذكر اسم محمد ناصر الدين الألباني يجسد تقليد توارث التعلم والبحث المتعمق عن الحقائق الدينية لدى المسلمين.