تعززت حضارات العالم القديم بتألق فريد للحضارة العربية التي تركت بصمة عميقة في تاريخ البشرية. بدأت هذه النهضة الثقافية والعلمية مع ظهور الإسلام وتأسيس الخلافة الأموية عام 661 ميلادي. شهد هذا العصر ازدهاراً غير مسبوق في مجالات الفنون والأدب والعلوم كالطب والفلك والرياضيات.
كان للمكتبات دور بارز في دعم حراك المعرفة حينذاك؛ مثل بيت الحكمة ببغداد الذي جمع فيه الخليفة هارون الرشيد مؤلفات يونانية ورومانية وأرسلها ليتم ترجمتها إلى اللغة العربية. كان لأعمال الطبيب العربي ابن سينا "القانون في الطب"، ولعالم الفلك البيروني تأثيراً كبيراً في تقدم أوروبا خلال عصر النهضة الأوروبي. كما تركت كتب الجغرافيا كتابة النديم وجغرافية الإدريسي علاماتها الواضحة على خرائط العالم اليوم.
في مجال الرياضيات، برز اسم الخوارزمي صاحب كتاب "الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة". أما في الأدب، فقد امتلأت القصص والحكايات الشعبية بالروائع مثل ألف ليلة وليلة والتي تحكي قصة علاء الدين والمصباح السحري.
هذه الصفحات الكتابية الغنية تعكس ثراء واستمرارية تراث الحضارة العربية القديمة حتى يومنا الحالي، وهي دلالة واضحة على تأثيرها الدائم ومكانتها المتميزة بين العديد من الثقافات الإنسانية الأخرى.