تُعتبر الخلايا السرطانية ظاهرة صحية معقدة يمكن أن تؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأمراض الخطيرة إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها مبكرًا. وهي خلايا تنمو خارج نطاق التحكم الطبيعي للجسم، مما يؤدي إلى تضاعف غير مقيد وبالتالي تشكيل الأورام. تتشكل هذه الخلايا نتيجة تغييرات جينية داخل الحمض النووي للخلية، والتي قد تكون وراثية أو مكتسبة خلال العمر.
يمكن أن تحدث الطفرات الجينية التي تقود لتطور الخلايا السرطانية بسبب عدة عوامل خارجية مثل التعرض للأشعة فوق البنفسجية الضارة، المواد الكيميائية القاسية، والتدخين، وكذلك البيئة الداخلية للحمض النووي نفسه. عندما يحدث خلل في آليات الخلية المعتادة التي تحافظ على النظام والتوازن، تسمح هذه العوامل بتكاثر الخلايا بطريقة عشوائية وغير منظمة.
هذه العملية غالبًا ما تتضمن ثلاثة مراحل أساسية: الإصابة الأولى (التحول الابتدائي)، نمو الورم (الإصابة الثانوية)، وانتشار الورم (النشر). خلال مرحلة الاستقرار الابتدائي، تبدأ بعض الخلايا الصحية في فقدان قدرتها على الانقسام المنتظم والموت عند الحاجة. وفي المرحلة الثانية، يبدأ هذا النوع من الخلايا المتغيرة في الانتشار خارج المناطق الأصلية لها محدثةً تغيرات هيكلية وأنسجة جديدة. أخيرًا، أثناء انتشار المرض، تستطيع تلك الخلايا الغازية الوصول إلى مناطق أخرى عبر الدم أو الجهاز اللمفاوي، مؤذنة بصعوبات أكبر في العلاج.
في حين أنه ليس كل تغيير جيني يؤدي مباشرة إلى نشوء سرطان، فإن فهم كيفية عمل هذه العملية يساعد في تطوير أدوات التشخيص والعلاج الأكثر فعالية. يُعد الوقاية والمعرفة المبكرة بالأعراض المحتمَلة أمور حيويّة لزيادة فرص الشفاء الناجحة ضد مختلف أشكال مرض السرطان.