"السماح بالرحيل"، هذا العنوان الجذري لمؤلف الدكتور ديفيد ر. هوكينز يدعو القراء إلى تحدي فكرة الثبات والعلاقة مع الأفكار والأشخاص والأحداث التي ربما تكون أثقلت كاهلهم لفترة طويلة. ترجمة أرجوان بنت سليمان للنسخة العربية للكتاب تساهم بشكل كبير في إيصال رسالة المؤلف بطريقة محببة ومترابطة.
يقدم الكتاب استراتيجيات عملية لتخفيف الألم النفسي الناتج عادة عن خسارة الأملاك أو الأحباء. ينقل هوكينز القراء عبر طريق التحول الذاتي، داعياً للاسترخاء بدلاً من المقاومة - فكل مقاومة تديم المشاعر المؤلمة وتعزز قوة الحدث المحبط. إنه يحذر من خطورة قمع مشاعرنا، مشيراً إلى أنها هي المصدر الرئيسي لألم نفسي مزمن يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والشعور بالإرهاق.
أحد أهم الرسائل الرئيسية للكتاب هي ضرورة خوض غمار التجربة بدون التشبث بها بشدة؛ فهو يرى بأن تعلقنا بالأشياء والأشخاص كثيرا ما يجلب الخوف من فقدانهم، وهذا بدوره يمكن أن يقود إلى المزيد من الأذى العاطفي. بتوجيه ذكي وموجه نحو العلاج، يشجع هوكينز القراءة على تحقيق السلام الداخلي من خلال قبول الواقع، وليس مجرد قبوله ولكنه التسليم به أيضا.
بعض اقتباساته تتوهج حكمة مثل هذه: "آلية التسليم بسيطة وبسيطة جداً... إنها تعمل في الحياة اليومية المعتادة دون الحاجة لأي معتقد خاص." ويوضح كذلك كيف يمكن لهذه الآلية أن تؤدي إلى تحسن الصحة العامة، النجاح الأكبر بذل مجهود أقل، شعور بالسعادة المتزايدة والقوة للإحساس بحب متعمق.
بالإضافة لذلك، يشدد هوكينز على أهمية الاحترام الذاتي والثقة بالنفس والذي بدونه، يقول، يمكن للشخص أن يسعى للحصول على رضا الآخرين وخوفهم المستمر مما يفوت الفرصة للعيش بحرية حب ذاتية.
هذه الرحلة عبر صفحات "السماح بالرحيل" ليست فقط دعوة لاستكشاف عالم جديد ولكنها تحدٍ للقراء لإجراء تغييرات إيجابية داخل نفسهم واتخاذ قرار جريء للسماح للأشياء بالمغادرة حتى تستطيع حياتهم البدء حقاً.