تُعد استراتيجية التدريس المباشر إحدى الأساليب التربوية التقليدية والمؤثرة التي تعتمد أساساً على تقديم المعرفة مباشرةً من قبل المعلم، مما يجعلها فعّالة خاصة عند تدريس مفاهيم ومعلومات محددة. تتميز هذه الاستراتيجية بمجموعة من الفوائد الهائلة التي تجعلها خياراً شائعاً في بيئات التعلم المختلفة. أولاً، تعزز عملية التدريس المباشر شعور الطلاب بالانتماء وانخراطهم الاجتماعي؛ حيث توفر لهم فرصة لمواءمة مهاراتهم المعرفية والسلوكية لتلبية متطلبات مجتمعهم الخارجي. ثانياً، تسمح هذه الإستراتيجية بتوصيل كم هائل من البيانات والمعلومات بوضوح ودقة، مدعومة بأنشطة تطبيقية تتيح للمدرس تقييم مستوى الفهم لدي كل طالب بشكل فردي. علاوة على ذلك، تعد طريقة التدريس المباشر وسيلة قوية لتحفيز النقاش والتفاعلات الجماعية بين الطلاب وأساتذتهم، فتتيح الفرصة لكل منهم لطرح أسئلته وشروحاته الخاصة.
على الرغم من هذه المزايا الواضحة، إلا أنه هناك جوانب سلبية محتملة لاستخدام نهج التدريس المباشر بحذافيره. فقد يؤدي عدم تنوع طرق الإلقاء والتفسيرات إلى الملل وعدم التشويق لدى البعض. كذلك قد يشعر الطلاب بالإرهاق بسبب تكرار نمط عرض المواد التعليمية دون تغيير كبير. وفي حالات أخرى، ربما تكون خبرة المدرب غير كافية لإدارة دروس كانت ستنجح لو طبق منهاج مختلف. ولذلك، ينصح باستخدام هذا النهج جنباً إلى جنب مع تقنيات تربوية متنوعة للحفاظ على ديناميكية الفصل واحترازه أثناء حصول جميع طلاب الفصل على حقهم بالتغذية المستمرة للمعارف والأفكار الجديدة بوسائل عدة.
يرجع تاريخ ظهور إستراتيجية التدريس المباشر إلى عملين بارزين هما "محاضرات مدرسية" للدكتور سيغفريد إنجelman و"نظرية التعلم العملي" للدكتورة مادلين تشيك هنتر. وقد تطورت منذ تلك اللحظة حتى أصبحت اليوم جزءاً أساسياً من أساليب تدريس متكاملة تجمع بين الدروس المنظمة والاستقلالية الذاتية للمتعلمين ومشاركتهم المجتمعية خارج الصفوف الدراسية. إنها بذلك مثابة رصيد مهم لدعم نجاح برنامج تعليمي مُرضي لكافة المشاركين فيه بكفاءة عالية.