تمثل الواقعية الاشتراكية مدرسة فنية وثقافية غنية نشأت في القرن التاسع عشر، مستمدةً جذورها من التقليد الغني للحضارات القديمة والفلسفات المادية الحديثة. تُعتبر هذه المدرسة تجسيداً للفعل الاجتماعي والثوري، وهي موجهة نحو تصوير الحياة اليومية وحالات الاحتقان الاجتماعية وسط الطبقات العاملة. هنا نستعرض أبرز مبادئها:
- الأصول الماركسية: تأتي أساسيات الواقعية الاشتراكية بشكل رئيسي من أعمال الثنائي الفكري الشهير كارل ماركس وفريدريش إنجلز، خاصة "بيان الحزب الشيوعي"، و"الأيديولوجيا الألمانية". يؤكد هذا النهج على الطبيعة الجدلية للتغيير الاجتماعي المستند إلى تناقضات النظام الرأسمالي.
- التأكيد على الحياة العملية: تميل الأعمال الواقعية الاشتراكية إلى التركيز على التجارب الواقعية والحياة العملية بدلاً من مجرد تصوير الأفكار المجردة أو الأحلام غير المنطقية. يُركز الكتاب والشعراء ذوو الاتجاه الاشتراكي على سرد قصص واقعية ومفصلة عن حياة العمال ومعاناتهم.
- الدفاع عن طبقة العمال: تتمحور الرسالة المركزية للواقعية الاشتراكية حول الدفاع عن حقوق واحتياجات الطبقة العاملة. يقدم الفنانون والمبدعون عبر هذا المسار صورة حقيقية لأوضاع تلك الطبقة وانعدام فرصتها مقارنة بالأغنياء في ظل نظام رأسمالي ظالم.
- النظر إلى التاريخ باعتباره عملية ديناميكية: تؤمن المدرسة الاشتراكية بأن التاريخ ليس سلسلة أحداث مُحدَّدة بل إنه عملية ديناميكية دائمة التحول - ما يسمى بالإطار الديالكتيكي -. تعتقد بأنه يمكن فهم التغيرات الاجتماعية فقط عندما يتم النظر إليها كنقطة بداية لنقاط نهاية جديدة أكثر تقدماً.
- تأثير الأدب على السياسة: تلعب الأدب دور فعال في تحقيق التغيير الاجتماعي، وفق منظور المدرسة الواقعية الاشتراكية. تُستخدم القصص والروايات للشهادة ضد الظلم الاجتماعي والدفع باتجاه تغيير اجتماعي وثوري لصالح الفقراء والعاطلين عن العمل.
- الانطباعات الشخصية مقابل الحقائق الموضوعية: بينما ركزت مدارس أخرى في الماضي على الانطباعات الشخصية للفنان، تهتم الواقعية الاشتراكية بالحقيقة الموضوعية لكل حدث وسلوك ودافع اجتماعي داخل مجتمع مجتمعاتها المحورية.
- الأسلوب الزائد عن الحد: رغم كون الأعمال التمثيلية لهذه المدرسة أقل ميلاً نحو شعر الشعر، فقد برزت روايات وقصص قصيرة شائعة كتبت بنمط زائد عن الحد، مما سمحت بإظهار تفاصيل دقيقة لحالات تاريخية محددة واجتماعية عامة.
- الإرث العالمي: نجاح هذا النوع الأدبي قد ترك بصماته واضحة ليس فقط في روسيا ولكن أيضًا وبدرجة أقل بكثير في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي حيث ظهر كتاب وشعراء اتبعوا نفس الخطوط العامة بأشكال مختلفة قليلاً بناءً على بيئاتهم الخاصة.