عيوب وأوجه القصور في منهج البحث الوصفي: دراسة نقدية

التعليقات · 2 مشاهدات

على الرغم من كونه أحد أكثر أساليب جمع البيانات شيوعاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية, إلا أن المنهج الوصفي يعاني من بعض عيوب واضحة يمكن أن تؤثر بشكل

على الرغم من كونه أحد أكثر أساليب جمع البيانات شيوعاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية, إلا أن المنهج الوصفي يعاني من بعض عيوب واضحة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مصداقية النتائج واستخلاص الدروس منها. أول هذه العيوب هو الطبيعة الذاتية للبيانات التي يتم جمعها عبر هذا الأسلوب؛ حيث يعتمد الباحث بشكل رئيسي على مشاهداته وتفسيره للأحداث والأفعال البشرية. وهذا يعني أنه قد يكون هناك تحيزات شخصية غير واعية تساهم في تشويه الحقائق. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم القدرة على التحكم بالمتغيرات البيئية والموضوعات المدروسة تخلق مجال واسع لاحتمالات الاختلاف والتغيير مما يصعب استنتاج العلاقات السببية بين الظواهر المختلفة.

من الجوانب الأخرى المهمة للنقد حول المنهج الوصفي هي محدوديته الزمانية والمكانية. غالبًا ما تقيد الدراسات الوصفية بزمن محدد أو بيئة معينة، مما يحد من قابليتها للتطبيق العام أو تجنب الاستنتاجات المؤقتة. كما يشكل الحجم الصغير لمثل هذه العينات تحدياً آخر، لأن نتائجه ربما تكون مبالغ فيها ولا تعكس بدقة الواقع الأكبر. أخيرا وليس آخرا، كثيرٌ من البحوث الوصفية ترتكز فقط على بيانات ثانوية بدون الوصول المباشر للمعلومات الأصلية، وهو ما يقلل كثيرا من دقة وصلاحيتها العلمية.

ومن ثم، بينما يعد المنهج الوصفي أداه قيمة لفهم العمليات والعلاقات الداخلية المعقدة ضمن المجتمعات والثقافات المختلفة، فإنه يحتاج دائماً لتأكيده باستخدام طرق بحث أخرى كمراقبة حالات عديدة ومزيد من التجارب لضمان صحة وجدوى النتائج المستخلصة منه.

التعليقات