التوازن بين العلوم الإنسانية والتطبيقية

تتناول هذه المحادثة الثرية قضية هامة تتعلق بتوزيع تركيز الاستثمار في مجالات البحث العلمي، حيث تناقش المشاركات الأسباب المحتملة لتهميش العلوم الإنسانية

- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

ملخص النقاش:
تتناول هذه المحادثة الثرية قضية هامة تتعلق بتوزيع تركيز الاستثمار في مجالات البحث العلمي، حيث تناقش المشاركات الأسباب المحتملة لتهميش العلوم الإنسانية مقابل التركيز المتزايد على العلوم التطبيقية. تشير "رغدة بن يعيش" بداية إلى أن هذا التهميش قد يرجع إلى الإلحاح المتنامي على الطابع التكنولوجي والاقتصادي للعصر الحديث؛ مشددةً على الدور الحيوي الذي تقوم به العلوم الإنسانية في تعزيز فهمنا لأبعاد مختلفة من الحياة الإنسانية كالطبيعة الإنسانية والتاريخ والثقافة والنسيج الاجتماعي. وفي الوقت نفسه، تؤكد على ضرورة تحقيق توازن دقيق لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة. ومن جهتها، تدعم كل من "بيان الدرقاوي" و"وسيلة بن توبة"، ضمنفتحات منفصلة، الرأي القائل بأنه رغم أهميتها القصوى بالنسبة للنمو الاقتصادي والتكتيكي، فقد يؤدي التركيز الزائد على العلوم التطبيقية إلى نتائج غير مرغوب بها اجتماعيا وفكريا. ويُشددان على حاجة المجتمع لمزيدٍ من التعاطف مع الروح الإنسانية الغنية، والتي تشمل التجارب التاريخية والشخصيات الثقافية والمعارف الاجتماعية. كما يدلان على أن التعليم الشامل الذي يجسد الجمع بين الأنواع المختلفة من المعرفة يعد الخطوة الأولى نحو عالم متناغم ومترابط. وتؤكد "عفاف القروي" على رؤية تعتمد على منظور عميق للإنسانية عندما توصم بأن العلوم التطبيقية مهما بلغت أهميتها، فهي لن تستطيع تقديم فهم مفصل للهوية البشرية بالمعنى الضيق للدلالة الإنسانية بدون دعم مقترن من الأدوات والبصائر المطروحة عبر العلوم الإنسانية؛ وبالتالي، فإن الأخلاقيات العامة والقيم الفردية والروح الاجتماعية تمثل الأساس الذي يقوم عليه بنائنا لحضارات مستقبلية مستقرة وغنية بالأبحاث والسلوكيات المثلى. وأخيراً وليس آخرًا، تصرح "رحمة الصالحي" برؤية واضحة وصائبة مدعاة للفخر إذ ترى أن ترابط المسارين العلميين (الإنساني والعملي) يُعد الطريق لتحقيق تنمية حضارية كاملة المواصفات المتوازنة وغير منحازة لجوانب بعينها مما يعني اعتناق نظرية تجمع فكرة تكامل العلوم بدلاً من اعتبار أحدهما كمكمّل للأخرى بل هما أعمدة مشتركة لبناء مصيري لكل مجتمع يسعى للمضي قدمًا وإنشاء نماذج حياة جديدة مُرشَّدة بمبادئ العدالة الاجتماعية واستخدام الطاقة بطرق مسؤولة بيئيًا إضافة لتقديم حلول مبتكرة وملبية لإشكالية ضمان صحة جودة البيئة المحيطة بالإنسان. وفي ختام المناقشة الوافية لهذه النقطة المركزية، يبرز تشابه واضح فيما ابدث له المستجيبوبن من اتفاق حول أهمية استراتيجيات تقاسم موارد البحث العلمي خاصة وأن اتجاهات التحول التكنولوجي العالمي الجديدة تساهم بصورة كبيرة جدًا فى اثراء احتياجات الدول الناشئة منها والدول ذات القدرات المتقدمة تكنولوجيًا واقتصاديًا وهندسية وهذا دوره نشأ عنه طلب أكبر بكثير لجهود تطوير وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية وخدمات الاتصالات وغيرها لذلك يأتي توصيف الواقع الحالي هنا ليوجز هدف ارتقاءي بامكاناته وقدراته الذكية والذي يستهدف سعادة جميع المواطنين بغض النظرعن اختلاف انتماءاتهم الثقافية والجغرافية ومن خلال تطبيق نهج مرن موجه باتجاه فرض تعديلات جريئة داخل السياسات الحكومية الخاصة بسوق الوظائف عامة وكذا السياسة الخارجية المعتمدة علي جذب العلاقات الدولية المنتجة مع التأكيد أيضا بضرورة العمل الجاد لعكس الصورة الحقيقة عن ثرائنا المعرفي الخاص بالعوامل المؤثرة تأثيراً عظيماًعلى قضايا حقوق الانسان والقانون الدولي•

عبدالناصر البصري

16577 مدونة المشاركات

التعليقات