قصة شداد بن عاد: تحدي الألوهية وانكسار الطغيان

التعليقات · 0 مشاهدات

في زاوية مظلمة من تاريخ البشرity, كانت هناك قصص غريبة تدور رحاها بين حكايات الآباء والأجداد. ومن أشهر تلك القصص هي قصة الملك "شداد بن عاد"، وهو أحد ال

في زاوية مظلمة من تاريخ البشرity, كانت هناك قصص غريبة تدور رحاها بين حكايات الآباء والأجداد. ومن أشهر تلك القصص هي قصة الملك "شداد بن عاد"، وهو أحد الشخصيات الفريدة في سلسلة سلالات العرب القديمة.

ولد شداد بن عاد في فترة ازدهرت فيها القومية والتسلُّط بشكل غير مسبوق. يأتي نسبه كما يلي: شداد بن عادبن ملطاطبن جشمبن عبد شمس، بن وائل بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. شخصية شرسة وحازمة، اختلط اسمه بالتاريخ نتيجة لتحديه لله عز وجل وجرأته الشديدة - رغم اعتراف الكثير بفطنته وكفاءته الإدارية.

وفقًا للتقاليد المحلية، فقد امتدت حياة شداد لمئة قرن مذهلة. ومعروف بأنه المتزوج بألف زوجة، والأب لأربعة آلاف ولد! ولكن أكثر ما جعل منه اسماً معروفاً هو بناء الجنة الشهيرة والمعروفة باسم "إرم". هذا العمل المهيب والمذهل سيظل رمزاً لإرادة الإنسان وطموحه المفرط.

كانت رغبة شداد في تقليد جمال الخالق شيئًا يمكن التعرف عليه بسهولة عبر كتاباته الأدبية العديدة والتي تناولت تفاصيل الجنة وصفاتها. لقد فضّل استخدام أجود المواد الطبيعية المتاحة تحت تصرفه؛ إذ قام بتشييد مدينته باستخدام الذهب والفضة، ونظم نظام صرف طبيعي مستخدمًا الأنفاق المصنوعة من نفس المعدنين الثمينين. بالإضافة لذلك، وفّر نهرًا يجري داخل حدودها ويتكون من أنواع مختلفة من الأحجار النفيسة كالزمرد والياقوت.

عمل نحو ثلاثة مائة عملاً لمدة ثمان سنوات متواصلة لتحقيق رؤية شداد الجامحة لهذه المدينة المثالية تماماً حسب تصوره لها وفق قدرته البدنية والإمكانيات المحلية آنذاك. وبعد اكتمال البنيان، طلب المشورة بشأن إضافة طبقة دفاعية أخرى حول المبنى الرئيسي الضخم مما يدل على مدى حرصه وحسه الاستراتيجي حتى خلال لحظات انتصار المساعي الذاتية الرائعة كهذه التجربة العمرانية والعمرانية الرائعة وغير المسبوقة حين ذاك وقت تنفيذ مشروع بهذا الضخامة والحجم الهائلين والذي مازالت صوره تؤثر حتى الآن!!

لكن مصيره المؤسف جاء عندما شرع في الانتقال للعيش وسط مجد عمرانه الخاص. قبل وصوله بيوم واحد فقط، انهالت عليه لعنة سماوية كبرى ألحق بها دمار شامل بكل من شاركوه تلك الخطيئة العملاقة المستغرقة بالحسد والخوض بالعظمة الإلهية بطريقة مهينة للغاية تجاه وجود الرحمن الرحيم نفسه. وهكذا انتهى الأمر بسقوط حضارة كاملة بسبب نزوة فرد واحد ولم يبقى منها إلا ذكرى مؤلمة محفوظة ضمن صفحات الماضي القديم الغابر المنسي أساسياً فيما تبقى اليوم مجرد مفاهيم مجردة تتعلق بالإنسان وضعفه أمام قوة أعلى بكثير منه بكثير.. وهذا درس مهم لنا نحن الذين نعاصر عصر المعرفة العلمية الحديث والقادرين حالياً بصنع أدوات عظيمة لكن بشرط عدم المغالاة والاستعلاء بل بدافع حب اكتشاف واسع محدود الحدود بحكمة وعدالة . إننا قادرون بالفعل على تحقيق أشياء رائعة إذا وجهنا اهتماماتنا نحو الاتجاه الصحيح والثابت دينيا أخلاقيا قبل الجميع بلا استثناء !

والآن بعد شرح القصة الكاملة لشديد بن عادي وشروحات مطولة بعض الشيء عنها ، يستدل المرء برمزيتها كون المجتمعات الحديثة عرضة لنفس التحديات ذاتها : خطر السلطة المطلق والسعي للحصول علي مزايا مادية كبيرة جدًا تعادل قليلاً نسبياً جانب روحانية الحياة المقدسة الخاصة بالجميع افراد وخلافة سبباً لسخط رب العالمين عليهم وسحب البركات والنعم لاحقا لهم ولأمتهم الموحدة أيضا !! مما يؤكد أهمية التقوى واحترام قوانينه الربانيه اجمع وليس الاعتماد فقط علی جهود الأفراد بغض النظرعن مكانتهم الاجتماعية وحياتهم الشخصية كذلك..!

التعليقات