جون بيترز واتسون، الذي يُعرف غالبًا باسم "أبو التحليل السلوكي"، هو شخصية بارزة في تاريخ علم النفس الحديث. وُلد واتسون في عام 1878 وتوفي في العام 1958, وقد ترك أثراً عميقاً في مجال البحث النفسي عبر تجاربه الثورية التي أسست أساسيات النظرية السلوكية.
في بداية القرن العشرين, كان واتسون يعمل كباحث مساعد تحت إشراف الريكورد أندرسون في جامعة كورنيل. خلال هذه الفترة، بدأ يفكر بشكل مختلف حول كيفية دراسة السلوك البشري. وكان يعتقد بأن الأفكار والأحاسيس الداخلية ليست جزءاً مهمّاً من الدراسة العلمية للسلوك الإنساني وأن التركيز ينبغي أن ينصب بدلاً من ذلك على الظواهر الخارجية المرئية والمقاسة فقط.
هذه الرؤية قادته لتجربة الشهيرة المعروفة بتجربة البيبي ألبرت، وهي واحدة من أهم التجارب في التاريخ النفسي والتي تم فيها تعليم الطفل خوف غير طبيعي تجاه فأر أبيض ناعم بسبب ربط صوت عالٍ ومخيف مع رؤية الفأر. هذا التجربة أكدت نظرية واتسون بأن التعلم يمكن أن يحدث من خلال الربط بين المنبهات والاستجابة لها بدون الحاجة لأي فكرة داخلية أو عقلانية واعية.
بعدها انتقل واتسون إلى جامعة نيويورك حيث قام بتدريس العديد من الطلاب الذين أصبحوا فيما بعد معروفين بمؤسسي المدرسة السلوكية الحديثة مثل كلود هوبفورد وروسلل ماكليند. هنا أيضا، كتب كتابا هاما اسمه "الذهن البهيمي"، والذي يعبر فيه عن وجهة نظره القائلة بأن البشر ليس لديهم ذكريات ذاتية ولكن مجرد ردود فعل سلوكية متغيرة بناءً على التجارب والمعززات الخارجية.
بالإضافة لذلك، ساهم واتسون بكثرة في تطوير اختبارات الذكاء المبكرة وأجرى بحث رائداً حول الاستجابات الجنسية لدى الأطفال الصغار مما أدى لاحقا لتحقيقات أخلاقيه حوله. لكن تأثيره الأكاديمي وبنياناته الأساسية للمدرسة السلوكية ظلت قائمة حتى اليوم، مستمرة بالتأثير على جوانب مختلفة لعلم النفس مثل العلاج والسيكولوجية التطبيقية والنظرية أيضًا.