تعتبر عملية تحلية المياه حلاً استراتيجياً لمواجهة تحديات ندرة المياه العذبة العالمية المتزايدة. هذه التقنية تلعب دوراً محورياً خاصة في المناطق الساحلية والجزر التي غالباً ما تكون محاطة بمياه البحر ولكنها تعاني من شح موارد المياه العذب. يتضمن التحليل العلمي لعملية تحلية المياه عدة جوانب هامة تتعلق بفوائد بيئية واقتصادية واجتماعية.
أولاً، توفر تقنيات التحلية خيارا قابلا للتطبيق لتلبية الحاجة المتنامية للمياه النقية. فهي تزود المجتمعات المحرومة بالمياه الصالحة للشرب والاستخدام المنزلي والصناعي. يُقدر أنه بحلول عام ٢٠٢٥ سيحتاج أكثر من نصف سكان العالم إلى الوصول لهذه الخدمة بشكل مباشر أو غير مباشر [١].
ثانياً، تعمل عمليات التحلية أيضاً كوسيلة فعالة لحفظ البيئة. بدلاً من الاعتماد المكثف على ترشيح وتكرير المياه الجوفية والتي قد تؤدي للنزيف الحراري الأرضي والتلويث البيئي، تقدم تكنولوجيا تصفية الأملاح حلولا مستدامة تدعم الاستدامة البيئية الطبيعة والحياة البرية.
اقتصاديا، تعدّ مصانع التحلية مشاريع كبيرة ذات عائد ثابت على المدى الطويل بسبب الطلب الدائم والمستمر على الماء النقي. بالإضافة لذلك، يساهم قطاع تحلية المياه في خلق فرص عمل جديدة داخل المناطق الساحلية مما يعزز الوضع الاقتصادي فيها.
وفي النهاية، تحمل العملية الاجتماعية الجانب الأكثر أهمية هنا؛ إذ تمكن عملية تحلية المياه الحكومات من تقديم خدمات أساسية مثل الصحة العامة وتحسين التعليم وزيادة معدلات الرفاه الاجتماعي لدى السكان المعرضين لنقص المياه بشدة. وبالتالي فإن تأثيرها ليس فقط ماديا بل أيضا اجتماعيا وثقافيا عميق الأثر.
ومن الواضح أن الفوائد التي تجنيها الإنسانية من خلال الاعتماد على تحلية مياه البحر هي متعددة الاتجاهات ومتكاملة بين الجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. إنه نهج شامل يستحق المزيد من الدراسة والدعم العالمي لتحقيق الأمن المائي عالميا وضمان حق كل فرد في الحصول على مصدر آمن وموثوق للحصول على المياه العذبة الغذاء للحياة اليومية لكل البشر حول العالم.
[1] UN Water, "Water Facts", https://www.unwater.org/water_facts/, accessed on 28th May 2023.