تنقسم المعرفة إلى عدة عناصر أساسية تشكل جوهر فهم العالم المحيط بنا والحفاظ عليه عبر الأجيال. إليك أهم خصائص المعرفة:

1. قابليتها للتجدد: رغم ثراء المعرفة البشرية، إلا أنها ليست محصنة ضد التحولات والتقدم العلمي المستمر. فهي نتيجة للعصف الذهني البشري المتواصل وحافز الحاجة إلى توسيع الآفاق المعرفية، مما يؤدي إلى إنتاج معارف جديدة دائماً، مثل اكتشافات علم النفس التربوي الحديثة حول ديناميكية علاقة الطالب بالمدرس. وفي هذا السياق، تعتبر المعرفة ظاهرة متجددة وليست ثابتة.

1. إمكانية الموت: بينما تزدهر المعرفة عندما تنتشر ويتفاعل الناس معها وينقبون عنها باستمرار، فإن تركها جامدة بدون استخدام قد يعرضها للاندثار التدريجي وفقدان أهميتها نسبياً أمام معارف وطرق تفكيرٍ جديدة. فتبادل الأفكار وبقاء التواصل المعرفي أمر ضروري لمنع انحطاط المعارف الغنية وإبداع المزيد منها.

1. قابليتها للاكتساب: الفرصة مفتوحة أمام الجميع للاستفادة من التجارب البشرية جمعاء - سواء كانت تلك التجربة مبنية على دراسات أكاديمية أو خبرات شخصية مكتسبة بطريق تقليد تعلمي شفهي سرمدي منذ القدم. وقد سهّل نظام التعليم الرسمي الحالي قدرة الإقبال الجماعي على الاطلاع على المعرفة بعد أن كان الأمر مقتصراًعلى طبقات اجتماعية محددة فقط سابقاً.

1. تجذُّرها بالأفراد: لدى الأطفال القدرة الطبيعية على تطوير المهارات اللازمة لحل المشكلات اليومية إدراكياً بناءً على خبرتهم الذاتية المحسوسة مباشرة بما يسمى "علم نفس الطفل". بالإضافة لذلك، تعمل ذكريات الناس ونظرتهم الخاصة للأحداث كمصدر رئيسي للتفسير الشخصي لما يحدث حوله مكونين غلاف آخر حول ماهية المعرفة وظرف وجودها بالنسبة لهذه الشخصية تحديداً.

1. عدم نفادها: صحيح أنه يوجد محدودية مادية للإنسانية لكن معرفتنا بلا حدود فعلياً! فنحن نتشارك المجلات الأكاديمية الإلكترونية ودوريات البحوث المختلفة وكل نوع آخر ممكن من الوسائل الرقمية لاستثمار موارد معرفتنا الأكثر شمولاً ومتنوعاً عبر التاريخ البشري طالما توفر الاتصال بشبكات الإنترنت العالمية الناطقة بالإنجليزية فرصة الوصول لنشوء مجتمع عالمي مشترك اسمه "العصر الرقمي" الآن وأيام كثيرة قادمة آجلاً بإذن الله تعالى...

هذه المرونة وعدم الاستقرار هما قلب شرعية المعرفة وفق رأي مؤرخوا فلسفة النهضة الأوروبية الذين قالوا بأن كشف حقائق غير معروفة قبل يعد خطوة نحو تقدم حضاري مدعاة للفخر بصاحب الاكتشاف والفيلسوف القدير أفلاطون الشهير بمؤلفاته عن طبيعة المنطق والعقل وما كتبه أيضًا عن دور المعلمين وتعليم طلاب مدرسته المثالية الشهيرة باسم "الأكاديمية"..