دائمًا ما كانت قوانين وأعراف الفيزياء حجر الزاوية في فهم العالم الطبيعي حولنا. أحد أكثر القوانين شهرةً هو قانون الطفو الذي اكتشفه العالم اليوناني القديم أرخميدس - وهو القانون الذي يعرف الآن باسم "دافع أرخميدس". هذا القانون يُعتبر أساسًا أساسيًا في علم البليومتريا وعلم الهندسة الميكانيكية.
في جوهره، ينص دافع أرخميدس على أنه عندما يتم غمر جسم ما في سائل، فإن قوة الرفع التي يتعرض لها الجسم تساوي وزن السائل المنزوع بسبب وجود ذلك الجسم. يمكن توضيح هذه الفكرة النظرية بشكل عملي من خلال تجربة بسيطة؛ إذا وضعت كرة مغروسة جزئيًا أو كليًا في الماء، ستشعر بأن الماء يطبق ضغطاً أقل عليها عند نقطة الغمر مقارنة بالنقطة العلوية خارج الماء بسبب اختلاف كثافة الهواء والمياه. ويؤدي هذا الاختلاف في الضغط إلى رفع الجسم لأعلى وبالتالي الحصول على قوة دفع مضادة لوزنها.
هذه الظاهرة ليست مقتصرة فقط على الأجسام الموجودة تحت سطح الأرض ولكن أيضاً للأجسام المتداخلة مع الغازات مثل منطاد هوائي. فالمنطاد يبقى عائماً لأنه أقل كثافة من الجو المحيط به مما يؤدي إلى تطبيق نفس مبدأ الدفع بواسطة أرخميدس.
بالإضافة لذلك، يلعب دافع أرخميدس دورًا حيويًا في العديد من الصناعات الحديثة بما فيها النفط والتعدين والتكنولوجيا البحرية وغيرها الكثير. فهو يساعد في تحديد كيفية عمل الجسور والأرصفة والعوامات دون الحاجة لدعم إضافي كبير بالأسفل.
بذلك، رغم مرور آلاف السنين منذ تقديم نظرية دافع أرخميدس الأصلية، إلا أنها تبقى قاعدة أساسية هامة ومستمرة حتى اليوم عبر مختلف المجالات العلمية والتطبيقية.