نظم الحكم المتنوعة في اليونان القديمة ودورها التاريخي الفريد

التعليقات · 0 مشاهدات

شهدت حضارة اليونان القديمة تطورات بارزة ومتعددة في مجال أنظمة الحكم، مما شكل أساساً لتشكيل النظم الحديثة للحكم. وفي ما يلي نظرة متفحصة لأبرز تلك الأنظ

شهدت حضارة اليونان القديمة تطورات بارزة ومتعددة في مجال أنظمة الحكم، مما شكل أساساً لتشكيل النظم الحديثة للحكم. وفي ما يلي نظرة متفحصة لأبرز تلك الأنظمة وأثرها التاريخي:

  1. النظام الملكي: يرجع تاريخ هذا النظام إلى فترة ميسينيانت حيث تولى فرد من الأسرة المالكة زمام الأمور بطريقة متوارثة عبر الأجيال. وقد اختفى هذا النظام حوالي العام ١٢٠٠ قبل الميلاد ليحل محله نماذج أكثر ديمقراطية.
  1. النظام الأوليغاري: ظهر هذا النظام تقريبًا في العام ٨٠٠ قبل الميلاد، وعُرفت مدينة أثينا بأنها الأكثر بروزًا بهذه الشاكلة من الحكومات حيث تحكمها طبقة صغيرة معروفة بالأرستقراطيين ممن تراصوا ثروتهم ونفوذاهم من خلال آبائهم وجدهم سابقًا. رغم تقدم حقوق المدنيين قليلا إلا أنها ظلت محدودة للغاية بما يتعلق بتقرير المصائر العامة للدولة.
  1. نظام الحكم المطلق ("التوتاليتارية"): هذا النوع من الحكومة شاع قبيل القرن السادس والخامس قبل الميلاد حيث اعتلى حاكم واحد سدّة الهامة بدون دعم دستورى واضح. غالبًا ما جاء هؤلاء الأشخاص ممّن ينتمون للأوليكراسي (الأغنياء) وقاموا بحرص ظاهر على تقديم الخدمات والمرافق للسكان المحليّين بينما كانوا يديرون البلاد بصورة كاملة بكامل سلطاتها الذاتية والتي أدت لاحقا لتحوّل البعض منهم لدوقات عسكرية طموحة جدا مثل ظهور "دينكياس" وغيره كثيرٍ كثيرٍ...إلخ..
  1. التجربة الديمقراطية الاولى : شهد العالم بداية النصوص المبكرة لما تعارف عليه فيما بعد بديمقراطية الشعب وذلك عبر تجارب أثينية رائدة بقيادة "كلئستنس". ففي عام خمسماية قبل ميلاد المسيح اشترك أفراد مجتمع مدني مؤهل تحديدًا وهو ذكوراً مسجل الجنسية باختيار مسؤول تنفيذ رغبات الامتين وكثيراً ما تناوبوا واجتمعوا لاتخاذ قرارات مشتركة بشأن قوانينه ومبادئه المنظِّمة للحياة العمومية؛ وهكذا مهد الطريق أمام تشكيل نموذج جديد للحكومة يتمثل برأي الناس نفسه وليس مجرد نخبة متحكمة فيه! وقد ظل تأثير المساهمات الثورية لهذه الفترة واضحة حتى عصر النهضة الأوروبية وبالمثل عند تشكيل مجموعات بشرية لها نفس المقتضى السياسي داخل الجمهورية الرومانية الواسعة آنذلك .

هذه الأنواع المختلفة لأنظمة الحكم قد تركت علامتها البارزة ليس فقط لدى شعب الإغريق القدماء بل أيضًا بالنسبة لإرث البشرية الإنساني الأكبر كذلك لأنه ساعد بشكل مباشر سواء علنية ام خفية بمختلف أشكال الدولة والحوكمة المعاصرة اليوم أيضا !

التعليقات