كان حمورابي شخصية بارزة في التاريخ القديم، وهو الملك الحادي والعشرون لدولة بابل القديمة التي تأسست حوالي عام 1792 قبل الميلاد. حكم لمدة ستين عاما تقريباً، خلال فترة العصر البرونزي المتأخر في الشرق الأوسط. يُعتبر حمورابي مؤسس الإمبراطورية البابلية الثانية، والمعروف بشكل خاص بإصدار "قانون حمورابي"، والذي يعتبر أحد أهم النصوص القانونية وأقدمها في تاريخ البشرية.
تم اكتشاف لوحة قانون حمورابي في مدائن كاخوم العراقية سنة ١٨٧٢ ميلادية وهي مصنوعة من الحجر الرملي وتتكون من سبع وعشرين فقرة تتناول مختلف الجرائم والقضايا الاجتماعية والقانونية آنذاك. يبدأ القانون بمقدمة مقدسة حيث يعود الفضل إلى الآلهة في منح سلطته وحكمته للعالم بحسب الكتاب المقدس.
وقد وضع هذا القانون نظاماً قضائياً شاملاً يشمل العقوبات المختلفة بناءً على فئات المجتمع مثل النبلاء والمواطنين وغيرهم ممن كانوا تحت سيادة الدولة البابلية آنذاذاك. كانت عقوبات بعض الجرائم شديدة بما فيها الجلد والسجن والإعدام حسب خطورة المحاكمة ودرجة الخطأ المرتكب. كما تضمن القانون أيضاً حقوق الأفراد والعبيد ومشاريع بناء الطرق والجسور وغيرها الكثير مما يؤكد مدى تنظيم الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية داخل المملكة حينئذٍ.
لقد كان لحمورابي تأثير كبير ليس فقط بسبب قوانينه ولكن أيضًا لأن أساليبه الإدارية ساعدت في تعزيز مكانة بلاده كمصدر رئيسي للتبادل التجاري والثقافي بين حضارات العالم القديم الأخرى كالآشوريين والفراعنة المصريين. إن تراثه الثقافي والقانوني قد ترك بصمة عميقة أثرت حتى يومنا الحالي عبر العديد من التشريعات المعاصرة حول العالم والتي تستمد جذورها مباشرة منه ومن كتاباته الشهيرة.