على الرغم من كون علم النفس مجالًا واسعًا ومتنوعًا، إلا أنه يلعب دوراً حيوياً في فهم سلوكنا كأفراد وكجزء من المجتمع. يكشف لنا هذا المقال العديد من الحقائق المثيرة للاهتمام والتي قد تطلعنا على جوانب غير متوقعة لدينا ولحياتنا اليومية:

التركيز على الأفراد أكثر من الجماعات

وفقًا لدراسة صادرة عن جامعة بنسلفانيا، غالبًا ما ندفع مساعداتنا نحو فرد محدد يعاني بصورة مباشرة أمام أعيننا -حتى لو كان الأمر متعلقاً بمأساة عامة تؤثر في حياة ملايين البشر-. يجسد ذلك كيف تعمل ذاكرتنا؛ حيث نتذكر بداية ونهاية الأمور بشكل أفضل مقارنة برئاسة وسط الحدث. هذه الحقيقة تفسر أيضًا السبب وراء ميلنا لفهم والحفاظ على ذكريات الانطباعات الأولى والثانية.

الطعم المميز للوجبات المعدة خارج المنزل

هل سبق وأن لاحظت طعم طعام مختلف قليلاً عندما يعدّه شخص آخر؟ وفقًا لباحثي النفس الاجتماعي، يعود هذا الاختلاف partly إلى محفزات الهواء المنبعثة أثناء عملية الطهي والتي تنشر رائحة شهية عبر فضائكم المشترك أثناء إعداد الوجبة. هناك عاملٌ آخر وهو انتظار الترقب والاستمتاع بالمشاركة الاجتماعية خلال تناول الطعام بينكما. إنها تجربة حسية مختلفة تمامًا عما نشعر به عند صنع وجباتنا الخاصة!

"العدوان اللطيف": رغبة مضمرة تجاه الأشياء الناعمة جدًا

قد يبدو الامتناع عن إيذاء شيء لطيف أمر رائع؛ ولكن هل تعلم أن هناك حالة تسمّى "العدوان اللطيف"، مصطلح اخترعه دايل ريديل والذي يعني حاجة المرء للتفاعل بدنيا مع أجسام ذات تناسُقٍ مثالي؟ تشير الدراسات إلى وجود ارتباط مباشر بين درجة التحفيز العقلي والشعور برغبة ملحة لمس آلة موسيقية جديدة مثلاً، ليس بهدف تخريبها بل لاستكشاف طبيعتها الفيزيائية وصفاتها الصوتية!

تكرار العمل الروتيني لتحويله لعادة مستدامة

إن القدرة على ترسيخ روتين جديد تستغرقه وقتاً أطول مما قد تعتقد. ويقدر اختصاصيون مدة الزمن اللازمة لنشر فعل منتظم بما يقارب ست وستين يوماً. وبالتالي يتضح أهمية الثبات والصبر اثناء مرحلة اكتساب العادات الجديدة وتحسين الذات تدريجيًا.

الذنب العميق وتعزيز التواصل الإنساني

تصحيح تصورات خاطئة مفادها ضآلة مستوى ذوي الشعور المرتفع بالمسؤولية الأخلاقية والسلبية قدرتهم على تقدير احتياجات الآخرين واحترام مشاعرهم. بالعكس تمامًا، هؤلاء الأفراد الأكثر امتلاكاً لحساسية عالية هم قادرون على استيعاب الآلام والمصاعب الموجودة لدى من حولهم واستخدام دافعية ذواتهم لتقديم الدعم المناسب لهم.

انتقال التثاؤب وآليات التفكير العائمة

بالإضافة لذلك فإنه يحدث تعديلات بسيطة تلخص مراحل نقل حالات الجسم المختلفة كالنعاس بالتحديد بدون شعورك بذلك بشكل واضح باستمرار. كذلك يسجل باحثون نسبة ثلاثين بالمئة لكل ساعة كمعدلات انقطاع انتباه المصاحب لسرحان ذهني نشيط نوعًا ما لأوقات قصيرة جدًّا ضمن اطار وظائف الدماغ الطبيعية للحظة واحدة ثم العودة بسرعة الي حالة تركيز عالية. وهذا التجوال العقلي المفيد يحافظ علي سلامة الشخصية واستقرارها الداخلي وينتج عنه أفكار مبتكرة حلقة وصل بين التجارب الواقعيه والعلاقات الاجتماعية المختلفة.

وفي نهاية المطاف، تضيف دراسات الطب النفسي طبقات عميقة لرؤية العالم وتمكين قدرتنا علي بناء روابط اجتماعية صحية ومعرفة خصائص صداقات دقيقة وغريبة تساهم جميعها بتشكيل هويتنا وانتشار تألق طاقات كامونة داخل كل واحد منا ليستخدمها فعاليتها حسب الظروف الملائمة لها تحقيق تقدم حضاري شامل بالنظر إلي جانب التأثيرات المؤثرة للعوامل الخارجية والبيئات المحيطة بنا سواء أكانت بيولوجيًا أم بيئيًا أم ثقافيًا وعادات عائلية..الخ ..