النشادر، والمعروف أيضًا باسم الأمونيا، هو مركب كيميائي هام يتميز بصيغة NH₃. وهو غاز عديم اللون ذو رائحة نفاذة قوية وممتزجة قابلة للذوبان بشكل كبير في الماء لتكوين محلول نشاري. تم اكتشاف هذا المركب لأول مرة بواسطة العالم الفرنسي هنري كافنديش في القرن الثامن عشر.
تتكون جزيء النشادر من ذرة نيتروجين واحدة مرتبطة بثلاث ذرات هيدروجين بواسطة روابط تساهمية. وتعتبر هذه الرابطة بين النيتروجين والهيدروجين شديدة القوة وغير قطبية، مما يجعل جزيء النشادر غير قابل للتوصيل للحرارة والكهرباء. كما أنها تتمتع بنقطة غليان مرتفعة نسبياً عند -33 درجة مئوية ونقطة تجمد عند -77 درجة مئوية.
لنشادر استخدامات متعددة في مختلف المجالات الصناعية. فهو يستخدم كمصدر للنيتروجين لتصنيع الأسمدة الزراعية مثل اليوريا والأمونيا النقيّة التي تعزز نمو المحاصيل. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم كعنصر رئيسي في إنتاج البلاستيك والألياف الصناعية ومنتجات التركيب العضوي الأخرى. وفي مجال التنظيف المنزلي، يمكن استخدام المحلول النشاري الخفيف كمطهر ومعقم للأرضيات والمواد الصلبة الأخرى.
من الناحية البيولوجية، يلعب النشادر دورًا مهمًا في دورة النيتروجين الطبيعية للمحيط الحيوي. ففي التربة، يعمل على تحويل النترات إلى نترات يمكن امتصاصها بسهولة من قبل النباتات أثناء عملية تسمى التحليل الضوئي لنترات الأمونيوم. وبالمثل، تلعب بدائيات النشادر دوراً حاسماً في إعادة تدوير النيتروجين في المياه البحرية بتحويل الأمونيا إلى نترات.
على الرغم من أهميته العملية الواسعة، فإن التعامل مع النشادر يحتاج إلى توخي الحذر بسبب خصائصه القاعدية القوية واحتمالية تهيج الجلد والجهاز التنفسي عند تعرضه لهواء فضفاض ويجب اتخاذ إجراءات السلامة المناسبة عند استخدامه لإدارة المخاطر المرتبطة بهذا الغاز القابل للاشتعال والسريع التأثر بالحرارة والتأكسد.
وفي النهاية، يعد فهم خصائص وسلوكيات وأهمية هذا الجزيء ضروريًا لفهم آليات الدورة البيولوجية والكيميائية المعقدة لدوران العنصر الرئيسي في الحياة: النيتروجين!