يعد قانون نيوتن الأول، المعروف أيضًا باسم "قانون السكون والحركة"، أحد أهم القوانين البارزة في ميكانيكا نيوتن ويشكل أساس فهم الحركة في العالم الطبيعي. يوضح هذا القانون سلوك الأجسام التي تخضع لقوى متوازنة أو غير خاضعة لأي قوة خارجية. تنص الصياغة الشاملة لهذا القانون على ما يلي: "الأجسام تبقى ساكنة إذا كانت راكدة، وتبقى متحركة بسرعة ثابتة في خط مستقيم إن لم تؤثر عليها قوى تغير حالاتها".
في قلب هذه المقولة يكمن مبدأ اللامبالاة، وهو الاعتقاد بأن الجسم سوف يستمر في حالة استقراره حتى تتدخل قوة خارجية لتحريكه نحو حالة جديدة. وهذا يعني أنه بالنسبة للأجسام الراكدة ستظل كذلك إلا لو أثرت عليها قوة تدفعها إلى التحرك؛ وبالمثل، فإن الأشياء المتحركة ستستمر بتحركها بنفس السرعة والاتجاه طالما لم يحدث تغيير خارجي لها. ويُطلق عادةً على هذه الظاهرة اسم "inertia"، وهي خاصية كل جسم مقاومته للتغيرات في حالاته الدynamique.
إن تطبيق قانون نيوتن الأول واسع للغاية ويتضمن مجموعة متنوعة من الأمثلة اليومية. فكر في كرة تسقط بحرية تحت تأثير الجاذبية الأرضية فقط - بموجب القانون الأول لن يكتسب سرعتها الثبات إلا بعد الوصول لسرعتها النهائية بسبب مقاومة الهواء (التباطؤ الناتج عن الاحتكاك). مثال آخر يمكن رؤيته أثناء ركوب سيارة: عندما تبدأ السيارة بالتحرك، يشعر الركاب برغبة ضمنية للعودة للخلف وفق الاتجاه السابق لحالة الاسترخاء الخاصة بهم قبل البدء بالحركة؛ ويعزز ذلك الوصف التقليدي للحالة التي تصف الأشخاص الذين يسافرون عبر الطائرة وهم ينظرون للأرض بينما الأرض نفسها هي التي تدور حول محورها. وفي كلا المثالين نلاحظ كيف يعمل مبدأ عدم الإرادة لإبقاء الجسم مستقرًا حسب وضعه الحالي بدلاً من تغييره.
بالإضافة لذلك، يعتبر قانون نيوتن الأول جزء أساسي من الفيزياء الحديثة ولديه تطبيقات عملية عديدة في مجالات الهندسة والميكاترونكس وغيرهما الكثير. فعلى سبيل المثال، يعد الفهم العميق للقانون ضروريًا عند تصميم المركبات الجوالة للمهام الفضائية والصواريخ لأن المحركات تحتاج لتوليد عجلة كبيرة بما فيه الكفاية لتغيير مدار الرحلات الفلكية بشكل فعال. كما يساعد القانون أيضًا مهندسي السيارات لفهم سبب احتفاظ بعض السيارات القديمة بطاقتها المخزونة لفترة طويلة مقارنة بالموديلات الجديدة الأكثر حداثة والتي تحتوي عادة على نظام مكابح أكثر تقدمًا.
ومن الجدير ذكره هنا دور إيزاك نيوتن نفسه باعتباره رائد انجازاته العلمية وأبحاثه الرائدة خلال القرن السابع عشر والتي مهدت الطريق لاستنتاج قوانينه الشهيرة المتعلقة بحركة الاجرام السماوية والسطحية أيضا. تركت مساهماته آثاراً دائمة ليس فقط داخل دائرة تخصصه ولكن أيضًا توسعاً نحو العديد من المجالات الأخرى ذات العلاقة مثل علم الفلك والكيمياء وعلم الأحياء أيضًا مما يعكس مدى تأثير نظريات الرجل العملاق البريطاني عالمياً عبر تاريخ البشرية منذ اكتشاف تلك الحقائق الرياضية المبهرة والفريدة بخصوص حركة أجسام كوننا الواسع المرعب جمالاً وسحرًا!