تُشير مصطلحات "الدول المتقدمة"، و"الدول الصاعدة"، و"دول الجنوب"، إلى تصنيفات مختلفة تتعلق بمراحل النمو الاقتصادي والتكنولوجي والاجتماعي للدول حول العالم. ومع ذلك، فإن المصطلح الأكثر شيوعاً والأكثر استخداماً لوصف الدول التي تمر بمراحل متوسطة ومتأخرة من هذه العملية هو "العالم الثالث". هذا التعريف يعود جذوره إلى الحرب الباردة عندما تم تقسيم البلدان بين المعسكر الشرقي (الشيوعي) والمعسكر الغربي (رأسمالي).
في هذه الخريطة السياسية، جاءت الدول خارج نطاق كلا القوتين العظميين لتشكل ما عرف بالعالم الثالث. يشمل هذا التصنيف مجموعة متنوعة من الدول ذات مستويات متفاوتة من الدخل والثروة والتنمية البشرية. يتضمن العديد من الأفكار الجغرافية والسياسية والمالية حول الوضع الحالي لهذه الدول وآفاقها المستقبلية.
تاريخياً، ظهر مفهوم العالم الثالث كرد فعل ضد استعمار أوروبا وأمريكا لأجزاء كبيرة من آسيا وأفريقيا. بعد الاستقلال، واجهت هذه المناطق تحديات ضخمة مثل الفقر المدقع، انعدام الأمن الغذائي، والحروب الأهلية. رغم الجهود الدولية لتحقيق التنمية، لا يزال العالم الثالث يكافح مع مشاكل طويلة الأمد تشمل التعليم الضعيف، البطالة المرتفعة، وعدم المساواة الاجتماعية.
ومع ذلك، هناك دلائل إيجابية أيضاً. شهد بعض أفراد العالم الثالث نمو اقتصادي هائل خلال العقود الأخيرة، مما أدى إلى تحسين ظروف معيشتهم بشكل كبير. بالإضافة لذلك، برز دور أقوى للمنظمات غير الحكومية والدول الأخرى في تقديم الدعم لمبادرات التنمية المحلية. لكن يبقى الطريق أمام تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية طويلاً ومحفوف بالتحديات.
بشكل عام، يعد فهم طبيعة ودور الدول المدرجة تحت تسمية "العالم الثالث" أمراً ضرورياً لفهم المشهد العالمي المعاصر وتحديد الحلول الناجحة للمشاكل العالمية المعاصرة.