الاستقامة: بين اللغة والمعنى الشرعي

التعليقات · 0 مشاهدات

تتميز مفاهيم الدين الإسلامي بتعمقها ودقة تعبيراتها، ومن هذه المفاهيم "الاستقامة". لفظٌ يعبر عن حالة روحية ونفسية سامية لها معانٍ عميقة سواء في الجذور

تتميز مفاهيم الدين الإسلامي بتعمقها ودقة تعبيراتها، ومن هذه المفاهيم "الاستقامة". لفظٌ يعبر عن حالة روحية ونفسية سامية لها معانٍ عميقة سواء في الجذور اللغوية أو في الفقه الديني. سنستعرض هنا تعريف الاستقامة لغوياً وأصطلاحاً وفق النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.

لغوياً، نجد أن كلمة "استقام" مشتقة من الجذر الثلاثي "س-ط-م"، والتي تحمل مدلولات متعددة متعلقة بالخط المستقيم والمباشرة والاتزان والاستقرار. فهذا المعنى يدفع إلى التفكير بأن الشخص المستقيم هو الذي يسير بشكل مباشر نحو الهدف بلا انحراف أو تزعزع. أما اصطلاحا، فإن للاستقامة دلالة مفصلة ومحدّدة أكثر داخل الفقه الإسلامي.

في القرآن الكريم، يستخدم مصطلح الاستقامة عدة مرات لتأكيد أهميتها. يذكر الله سبحانه وتعالى طريق الحق والإرشاد بأنه استقامة، كما يقول عز وجل في سورة البقرة الآية ١٢٥: "إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللّهِ أَكْبَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ." وهذه الآية تشدد على دور الاستقامة في تحويل الإنسان عن الأعمال السيئة وإلى الطاعات الحسنة.

وفي الحديث الشريف أيضاً、 يمكن رؤية مدى تقديس النبي محمد صلى الله عليه وسلم لهذه القيمة عندما قال: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه". هذا الحديث يؤكد أن نوايا الأفراد هي مقياس لاستقامتهم الروحية.

وبالتالي، بالجمع بين التعريف اللغوي والشرعي، تصبح الاستقامة رمزاً للمشي الخالي من الزلل على الطريق الصحيح بإرادة صادقة وتوجه نفسي مستقر. إنها رحلة حياة تتطلب المواظبة والعزم والتأمل الداخلي.

التعليقات