ولدَ سليمان بن عبد العزيز الراجحي سنة ١٩٢٤ ميلادياً في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية لعائلةٍ معروفة بتجاربها التجارية الناجحة. نشأ وترعرع وسط بيئة تحثُّ على العمل الجاد والإصرار، مما أثَّر بشكل كبير في بناء شخصيته وتوجيه مساره المهني نحو عالم المال والأعمال.
بدأ حياته العملية مبكرًا، حيث بدأ كموظف بسيط في أحد المصارف المحلية قبل أن يقرر تطوير مهاراته الذاتية والاستثمار في فرص جديدة. كان لديه رؤية ثاقبة للأحداث الاقتصادية والمالية التي كانت تحدث وقتذاك، وهو ما مكنّه من الاستفادة منها واتخاذ قرارات استراتيجية هامة أدت إلى زيادة ثروته بسرعة نسبية مقارنة بمعدلات النمو الطبيعية لتلك الفترة.
لم تقتصر اهتماماته فقط على المجال المالي؛ فقد امتدت رؤيته أيضاً إلى الجانبين الاجتماعي والخيري، فأسس العديد من المؤسسات الخيرية والتعليمية والتي تركت بصمة واضحة ومؤثرة داخل المجتمع السعودي وخارجه. بالإضافة لذلك، عرف عنه تقديره العميق للإنسانية وحقوق الإنسان وكيف يمكن استخدام الثروة لتحقيق الأهداف الإنسانية السامية.
على الرغم من شهرته العالمية وتواجده ضمن قائمة أغنى الأشخاص حول العالم لسنوات متعددة، إلا أنه ظل محافظاً على قيمه التقليدية وأسلوب حياته المتواضع والذي يعكس مدى عمقه الأخلاقي ومعرفته بحقيقة الحياة الدنيا وزوال نعيمها الفاني يوماً بعد يوم.
وفي نهاية المطاف، توفي الشيخ سلمان راجحي عام ٢٠١١ تاركا إرثا عظيما من الإنجازات الشخصية والعائلية والتقدم الاقتصادي للمملكة العربية السعودية وللفئات المستضعفة في مختلف دول العالم الإسلامي أيضًا.