مقدمة
يتمثل التنمر في شكل ظاهرة اجتماعية مدمرة تؤثر بشدة على الضحايا، سواء كانوا أطفالًا أو مراهقين أو حتى بالغين. فهو ليس مجرد تجربة مؤلمة مؤقتًا، ولكنه قد يقود إلى مشاكل صحية وعاطفية طويلة الأمد. سنستعرض هنا مختلف أشكال التنمر وكيف يمكن التعامل مع كل منها.
التنمر الجسدي
يعد هذا النوع الأشهر وأكثر بروزًا لأن نتائجه واضحة وصريحة. يتمثل في تعمد إيذاء الآخر جسدياً بإلقاء ضربات، ركلات، لكمات، صفعات وما إليها. هذه التصرفات ليست خطيرة فقط على الصحة العامة وإنما أيضا تدفع الضحية للشعور بالنقص والقمع. ومن الجدير بالذكر بأن المعتدين غالبًا ما يكون لهم تفوق بدني واضح مما يعزز سلطتهم المسيئة.
التنمر اللفظي
على الرغم من عدم وجود علامات خارجية مثله مثل التنمر البدني إلا انه يؤثر نفسياً وبشدة. فهو يتضمن الإهانات المستمرة، الشتم بكل أشكاله والسخرية. اليوم وبعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي أصبح هذا النوع منتشر بصورة أكبر بين الشباب حيث تتخذ الرسائل النصية والإلكترونية أدوار محورية كأداة للتعبير عنه. ربما تبدو بداية بسيطة كمزاح بريء لكن سرعان ماتتحول لتكون وسيلة لإلحاق الألم والشعور بالإذلال لدى الطرف المقابل.
التنمر الاجتماعي والعلاقات الشخصية
يعد أقل ظهورًا لأنه يصعب اكتشافه خارج نطاق دائرة المحيطين مباشرة كالآباء والمعلمين. إنه استراتيجية خبيثة تقوم على تحطيم الروابط الاجتماعية والثقة الذاتية للأفراد بطرق ملتوية وحساسة. يمكن تشبيه ذلك بسحب السجاد تحت قدم الإنسان بينما يبدو الجميع سعيد بخدماته! وقد يلجأ إليه العديد من المديرين لتحقيق مصالح ذاتية ضمن بيئات العمل الرسمية كذلك.
التنمر الإلكتروني
بفضل التقدم الهائل في العالم الرقمي بات بمقدور الأفراد الآن الوصول لأكبر قدر ممكن من الجمهور المباشر باستخدام الشبكات الاجتماعية والبريد الإلكتروني وغيرهما. ونظرًا لهذه المرونة الواسعة زادت احتمالية عرض مواد تحتوي طابع تنمر أو مساهمتها بنفس السياق عبر الانترنت مما يؤدي لنشر رسالة سامة وانتشارها بسرعة البرق بحلول اللحظة الحالية. وتتراوح تلك المضامين من نشر حقائق مغلوطة ومضللة عن فرد معين لصالح طرف مقابل بالإضافة لسرد قصص كاذبة بشأن خصوصيته للإساءة له علانية أمام المجتمع العام مما يساهم بمسؤوليه القانونيه للجاني وفق الملاحظات الأخلاقيه للدوله المعنية بهذا الموضوع الحيوي .
الخلاصة والنصائح الوقائية
إن الغاية المحورية خلف تسليط الضوء علي جميع نماذج التنمر هي التأكد من فهم مخاطرها وتحليل آثارها الجانبية المؤلمة والتي تبقى محفورة عميقاً بروح الضحايا لفترة مطولة نسبياً بعد انتهاء عملية الاستبداد نفسها تماماً . لذا نصحيا بتوفير دعم فعال عبر دور الأقارب والأصدقاء وكذلك المنظمات المهتمة بردعه تلك الظاهرة الخطيره حماية لمن هم معرضون لها مستقبلاً وبالتالي توفير شعور بالأمان النفسي لهم أثناء مراحل نموهم المختلفه للحفاظ علي سلامتهم العقليه وحياتهم الاجتماعيه المستقبلية !