المفعول لأجله هو اسم يأتي بعد الفعل المضارع ويعبر عن السبب أو الغرض الذي دفع إلى فعل هذا الفعل. وهو أحد الأزمنة النحوية الثرية في اللغة العربية التي تضيف عمقاً وبلاغة للنصوص. يُستخدم عادةً لتوضيح سبب ارتكاب الفعل، ولكنه قد يستخدم أيضاً للإشارة إلى الظروف المتضمنة فيه.
في بنية الجملة باللغة العربية، يمكن وضع المفعول لأجله قبل أو بعد الفعل المضارع، ولكن الأكثر شيوعاً هو وضعه بعده. إليك مثال: "قرأت الكتاب لفهم القصة"، هنا "لفهم" هو المفعول لأجله، فهو يشرح السبب وراء قراءة الكتاب.
بالإضافة إلى دوره الوظيفي، يوفر المفعول لأجله العديد من الإمكانيات البلاغية للمؤلفين والمترجمين. أولاً، يمكن استخدامها لتنويع بناء الجملة وتجنب تكرار نفس الهيكل الزمني بشكل متكرر. ثانياً، يعطي تعبيراً أكثر دقة وغنى للمعنى المنشود. أخيراً، يعمل كوسيلة لإظهار العلاقة بين العناصر المختلفة في النص.
مثال آخر على أهمية المفعول لأجله يأتي من الشعر العربي التقليدي حيث يقول الشاعر أحمد شوقي: "أحببتُ الوطنِ لأنّه وطنٌ،/ ولأنّ فيها طافت بي الأحلام". هنا، "لأنّه وطنٍ" و"لأنَّ فيها طافت بي الأحلام" هما مفعولا لأجل توضحان الدوافع المشاعرة خلف الحب الوطني للشاعر.
وبذلك نرى كيف يلعب المفعول لأجله دوراً أساسياً في بناء المعنى وإثرائها في الأدب والنصوص المكتوبة باللغة العربية.
