تعد داليا البحيري واحدة من ألمع النجوم التي برزت في سماء الدراما المصرية، وهي ممثلة متعددة المواهب تركت بصمة واضحة في قلوب جمهورها العربي الواسع. ولدت الفنانة داليا يوم 5 يناير عام 1978 بمدينة القاهرة لعائلة لها تاريخ فني أيضاً؛ فوالدها هو الممثل الراحل أحمد البحيري وشقيقتها هما الفنانة رانيا البحيري. كانت بداية انغماسها في عالم التمثيل مبكرة حين شاركت والدتها "سوسن ربيع" عدة أدوار طفل قبل بلوغ سن الرشد. ومع ذلك، لم تشق طريقها إلى الأضواء حتى ظهرت بشكل بارز لأول مرة على الشاشة الصغيرة عبر مسلسل "أوان الورد".
في مسيرتها الفنية، قدمت داليا العديد من الأعمال الدرامية المتنوعة والتي عرضت جماليات تعبيرها وتعدد مواهبها. بدأت مشوارها الاحترافي بمشاركة اخواتها في برنامج تلفزيوني كوميدي قصير اسمه "حاجات بسيطة"، ثم توالت أعمالها الناجحة مثل دور البطولة في المسلسل الشهير "الضوء الشارد" الذي حظي بإشادة واسعة النطاق وأثبت موهبتها كممثلة قادرة على تجسيد الشخصيات المعقدة والحساسة بكل سهولة واقتناع. كما تألقت أيضًا في أفلام سينمائية كـ "السلم والثعبان" و"بوبوس".
لم يقتصر ظهور داليا فقط ضمن إطار الأدوار الرومانسية أو الكوميدية بل توسعت كذلك لتمثل شخصيات ذات بعد اجتماعي عميق وكامل كدور الأم القاسية والجافة العاطفة والمحتسبة لنفسها ومصالح أبنائها فقط والذي جسّدته بدقة عالية في فيلم "رسالة إلى الوالي". بالإضافة لذلك، أثبتت قدرتها التأثيرعلى المشاهدين بسبب اختياراتها الحكيمة للأعمال المناسبة لقدراتها وقدرات الجمهور عليها أيضا مما جعل منها شخصية محورية تستحق التأمل والاستمتاع بما تقدمه للشاشة سواء كان هذا العمل دراميًا أم روائيًا أم سيناريويًا كاملا جديدًا ينطلق منه كل عمل تتبناه.
كما أنها معروفة بتناول قضايا المجتمع المختلف عبر فنون مختلفة كالتمثيل والإنتاج حيث قامت بالإخراج والتوزيع لإحدى مسلسلات رمضان المحلية البارزة تحت عنوان "فرصة ثانية". وهو ما يعكس تنوع اهتماماتها واحترافيتها وسعي دائم لتقديم محتوى متنوع وجذاب يجذب انتباه كافة شرائح المجتمع ويخاطب قضاياهم اليومية بشكل ذكي وبسيط وفي نفس الوقت مؤثر وغني بالمشاعر الإنسانية الصافية.
وفي الأخير، تعد جهود داليا وتطور مستواها الفني مثال حي للموهبة والشغف ونكران الذات للفن والعمل الجاد خلف الكواليس لتحقيق هدف واحد وهو تقديم منتج فني مميز وعالي المستوى يفوق توقعات الجمهور ويتخطا حدود الوطن نفسه ليصل للعالمية . إن الرحلة الفنية لداليا هي قصة نجاح بلا شك وستستمر بالتأكيد فيما يلي وما سيأتي لاحقاً من أعمال جديدة تبهر بها الجميع!