على مر القرون، برز العديد من الأبطال الذين تركوا بصمة عميقة في تاريخ رياضة ومعضبة الفنون القتالية - خاصةً تلك المتعلقة بالكونغ فو - ليس فقط بسبب كفاءتهم وشجاعتهم ولكن أيضًا لأنهم ساهموا بشكل كبير في نشر هذه الرياضة وثقافتها عبر العالم. إليكم ثلاثة من أبرز هؤلاء الأبطال:
بروس لي - أسطورة الكونغ فو الحديثة
ولد بروس لي عام 1940 في كاليفورنيا، ولكنه قضى جزءًا كبيرًا من طفولته وشبابه في هونج كونج حيث اكتسب شغفه بالكونغ فو أثناء نزاعات الشارع الأكثر شيوعًا هناك. انتقل لاحقًا إلى الولايات المتحدة لدراسة الفلسفة والتدرب تحت إشراف معلميه المحليين. ومن هنا، طور "Jeet Kune Do"، وهي فلسفة كونغ فو تجمع بين الدفاع عن النفس والحركات المستوحاة من الفنون الأخرى مثل الملاكمة والفروسية. حققت أفلامه الناجحة للغاية في السبعينات، بما فيها "Enter the Dragon" و"The Way of the Dragon"، شعبية هائلة خلقت اهتمام واسع بفئة الدراما والأعمال القتالية. لكن مسيرة هذا المعلم لم تدم طويلًا؛ فقد رحل بروس لي عن الحياة المبكرة جدًا بسبب رد فعل حساسي أدى لتضخم الدماغ عند تناول عقار الصداع العام 1973.
جاكي شان – بطل الشاشة وخادم ثقافة الكونغ فو
ولد جاكي شان عام 1954 في هونج كونج، مثله الأعلى هو بروس لي رغم محاولة تعزيز أسلوب مختلف عنه. بدأ حياته العملية كممثل ثانوي قبل أن يجذب الانتباه لأول مرة بدوره الرئيسي في فيلم "Snake in the Eagle's Shadow". يتميز أسلوبه بالقوة الديناميكية المرتفعة والتي غالبًا ما تتضمن خدعات خفة حركة ملفتة للنظر. كما أنه معروف بقيامه بأعماله الخطرة الشخصية مما جعل منه واحد من أكثر الشخصيات تأثيرًا في نوع الأفلام ذات الأعمال العنيفة والشغب الجماعي. حتى الآن، شارك جاكي شان في إنتاج أكثر من ١٥٠ عمل سينمائي متنوع المواضيع.
جيت لي - ملك شوآلين
نشأ جيت لي في موسكو ودُرب في مدارس الكونغ فو التقليدية عندما انتقلت العائلة للعيش في بكين. حصل على عدة ميداليات ذهبية ضمن المنافسات الدولية للكونغ فو منذ سن صغيرة جداً حتى أصبح أحد رواد فريق منتخب الدولة الوطني لكندا والذي توج بالنجاح الكبير على مستوى البلاد والعالم أيضا. اتخذ خطوه كبيرة نحو الشهرة العالمية عقب مشاركته الواسعة المدى داخل مجال الإعلام الغربي خاصة بعد ظهوره بمظهر جديد مؤثر بشدة لدى الجمهور الأوروبي الأمريكي حينما ظهر بالمقطع الدعائي الشهير لفيلم "معبد Shawlin". يدفع أداؤه الاستثنائي لجماهيره للتأكيد بأن الفيلم يعد واحداً من أهم أعمال الفنون القتالية الصينية إن لم يكن الأكثر تأثيراً بلا جدال!
ومن الجدير ذكره كذلك أن كل هؤلاء الرجال قد أثروا بشكل كبير في نقل قيم وأساليب التدريب الوراثية للأجيال التالية لهم سواء مباشرة أو غير مباشرة مما عزز انتشار قوة وفلسفة وصبر وعظمة القتال الروحية المنتشرة أصلاً كتراث ثقافي شرق آسيوي مميز خاص بكل منها عصر وسياقات مختلفة ومتنوعة .