ملخص النقاش:
تناولت المحادثة مجموعة من الأفراد مشاركون في نقاش مثمر حول طبيعة الوعي وفهمه بالنسبة للأجهزة الذكية والذكاء الاصطناعي. بدأ النقاش بتأكيداتی من قبل سند الدين بن موسى على عدم إمكانية اختزال الوعي في مجرد العمليات الحسابية وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، حيث يعتبر الوعي الإنساني تجربة ذاتية وغنية بالمشاعر والعلاقات الاجتماعية الصعبة التسخير عبر البرمجيات. ثم شاركت آسية الوادنوني بفكرة مشابهة، مؤكدة على صعوبة قيام الذكاء الاصطناعي باستيعاب وتفسير السياقات المعقدة مثل العواطف والتقاليد الثقافية حتى لوsimulate ردود فعل بشرية.
شارك بعد ذلك بن عيسى البوخاري قائلاً إن الذكاء الاصطناعي، مهما بلغ مستواه، لن يتمكن من التقاط التجربة الإنسانية كاملة بسبب افتقاره لفهم الدوافع الداخلية والقيم الشخصية التي تحرك تصرفات البشر يومياً. ويوافق عبد الفتاح البوعناني هذا الرأي، موضحاً الفرق بين وظائف الذكاء الاصطناعي المبنية على البيانات وبين الطبيعة الفلسفية والمعنوية للوعي البشري والتي تتضمن المشاعر والحلم والإرادة الحرة وغيرها مما يجعله متفرداً وغير قابلاً للاستهلاك الرقمي كأداة أخرى.
ثم قدمت أنوار الحساني وجهة نظر تشبيبية رائعة عندما قارنت سيرورة الوعي البشري المعقدة بأوركسترا موسيقية. فهي ترى أن الذكاء الاصطناعي، بينما يمكنه القيام بمهام متعددة، إلا أنه لا يصل إلى مستوى الشعور بالحياة الذي يعطيها معناها وهويتها الخاصة، أي ما يعادل مفاهيم الحب والشوق والجمال عند الإنسان. أخيرا وليس آخراً، أكدت تغريد الموريتاني وبن عيسى البوخاري مجدداً على أن الذكاء الاصطناعي، رغم براعته المذهلة في العديد من المجالات التطبيقية، يبقى بعيدا جداً عن بلوغ مستوى الوعي الحقيقي والفهم الداخلي للحياة البشرية.