ولد الدكتور هاشم الوتري عام 1899 في مدينة الصويرة العراقية لعائلة معروفة بتراثها الثقافي الغني. كان له شغف مبكر بالتعلم والرغبة في خدمة مجتمعه، مما دفعه إلى متابعة دراسة الطب في جامعتي القاهرة وبون الألمانية. بعد حصوله على شهادته الطبية، عاد الوتري إلى العراق ليكون جزءاً فعّالا من نهضة البلاد الصحية خلال حقبة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية.
كان للدكتور هاشم دور بارز في تأسيس العديد من المؤسسات الطبية الرائدة في العراق. يُعدّ مستشفى بغداد التعليمي أحد أهم إنجازاته؛ فقد أسسه عام 1927 ليصبح مركزاً تعليمياً ومعالجةً حديثاً للأمراض الشائعة آنذاك مثل السل والتيفوئيد والحصبة. كما ساهم بشكل كبير في تطوير نظام الصحة العامة بالعراق عبر إنشاء أول مدرسة لتدريب الفنيين الطبيين وتنظيم حملات صحية مكثفة لمحاربة الأمراض المعدية المنتشرة حينئذٍ.
بالإضافة إلى نشاطاته العملية كطبيب ومدير للمستشفيات، ترك الوتري بصمة مؤثرة خارج نطاق اختصاصه المهني أيضاً. فكانت لديه اهتمام قوي بالأدب والشعر، وأصدر عدة كتب حول هذا الموضوع بما فيها "شعراء الثورة" التي تناولت تجارب الشعراء العرب تحت وطأة الاحتلال البريطاني للعراق. ومن أشهر أشعاره: "أُريدُ حُرَّيةَ الوطنِ"، والتي تُعتبر رمزاً للروح الوطنية لدى الشعب العراقي.
توفي الدكتوَر هاشم الوتري سنة ١٩٧١ تاركا خلفه تراثا طبيا وثقافيا غزيرا أثرت مساهماته فيه بشكل ملحوظ في تشكيل هيكل النظام الصحي والعقل الجمعي للعراقيين حتى يومنا الحاضر.