لباس ثوب التخرج، المعروف أيضًا باسم "الدرع"، هو جزء أساسي من حفلات التخرج في العديد من الثقافات حول العالم. يعود تاريخ هذه الملابس الاحتفالية إلى قرون مضت، وقد تطورت مع مرور الوقت لتصبح رمزاً هاماً للتقاليد الأكاديمية والثقافة الجامعية.
في العصور الوسطى الأوروبية، كانت ملابس الطلاب تشبه كثيراً ما نراه اليوم؛ فكانت تتكون عادةً من قمصان طويلة وأكمام واسعة وعمامة كبيرة مستديرة تُغطّي الرأس. ومع ذلك، فإن أول ذكر موثق لثياب مشابهة لتلك التي ترتديها طلاب الجامعات الحديثة يأتي من جامعة أكسفورد البريطانية في القرن الخامس عشر. هنا، بدأ الطلاب يرتدون عباءات سوداء طويلة ذات غطاء رأس أبيض يُسمى "البين".
مع ازدهار التعليم خلال عصر النهضة، بدأت الجامعات في جميع أنحاء أوروبا تبني تقليد ارتداء لباس مميز أثناء الحفلات الرسمية. تم تصميم هذه الرداءات لإظهار التفوق الأكاديمي وانتماء أفرادها لنخبة الفكر والعلم. خلال فترة باروك، أصبح التصميم أكثر تعقيدا وتم إضافة تفاصيل مثل السترات المزينة والحبال المتشابكة التي تحمل درجات الأستاذ العلمية.
اليوم، تحافظ معظم المؤسسات التعليمية العالمية على ممارسة إعطاء خريجيها رداء التخرج كرمز للنيل من الشهادات الدراسية. رغم اختلاف الألوان والأشكال بين مختلف البلدان والمؤسسات، إلا أنها تحتفظ بجوهر واحد وهو الاحتفال بإنجازات الخريجين وتعزيز الهوية الجماعية لأفراد مجتمع التعلم الخاص بهم.
وفي النهاية، يمكن القول إن لباس ثوب التخرج ليس مجرد قطعة ملابس ولكن رمزا ثقافيا عميقا يعكس المساعي الإنسانية نحو المعرفة والتقدم.