فن الفروسية التقليدية في المغرب: التبوريدة تراث عربي أصيل

التعليقات · 1 مشاهدات

الفروسية التقليدية في المغرب تحمل اسم "التبوريدة"، وهي مظاهر ثقافية مميزة توضح مدى تقدير واحترام الشعب المغربي لعشاق الخيل والفروسية. تتميز التبوريدة

الفروسية التقليدية في المغرب تحمل اسم "التبوريدة"، وهي مظاهر ثقافية مميزة توضح مدى تقدير واحترام الشعب المغربي لعشاق الخيل والفروسية. تتميز التبوريدة بفترة محددة عقب موسم الحصاد، حيث تبدأ المنافسات بين القبائل المختلفة لإظهار براعة فرسانها وقدراتهم على التعامل مع الخيول. يحظى كل إقليم برعاية شخصية من حاكمه الخاص لتحديد جداول الزيارات الرسمية لكل قبيلة، مما يخلق جوًا تنافسيًا سلميًا يعكس الروابط المجتمعية القوية.

لقد رافق ظهور التبوريدة استخدام البارود، والذي أصبح باسمها الأكثر شهرة. إن الاستعداد لموسم التبوريدة يستغرق وقتًا طويلًا، ويتطلب تدريبًا مكثفًا للحصان وفارسيه قبل أشهر من الحدث الرئيسي. يتمتع أصحاب الحظوة المالية بالحصول على أحصنة موروثة، بينما يشتري أقل حظًّا منهم حيوانات خلال موسم الصيف للاستثمار فيها لاحقًا عند انتهاء الموسم. تعتمد أجرة الحيوانات بشكل كبير على نوعيتها وجودتها؛ إذ قد يصل سعر بعضها إلى عشرة آلاف دولار أمريكي وأكثر! بالإضافة لذلك، يستخدم الفارس معداتها الخاصة المصنوعة يدويًا باستخدام الخامات الطبيعية مثل جلد الغزال والديكور النحاسي لإضافة جمالية فريدة أثناء السباقات.

تساهم التبوريدة بأنواع عديدة من المسابقات المرتبطة بالمناسبات الثقافية الوطنية مثل احتفالات عيد الميلاد وحفلاتختان الأطفال الثريين وغير ذلك الكثير. تجذب هذه الاحتفالات الجمهور الواسع وتثير حماسه عبر هدايا نقدية وجوائز تقديرية للفرق الفائزة وفنانوها الأفراد الذين يبدعون أدوارهم بطريقة مثيرة للإعجاب. تتكون فرق الموت إلى خمسة عشر مرتدي زيٍّ موحد ومعروف أيضًا باسم "السربة". يقود هؤلاء الجنود العقيد ("المقدم") المنتصب وسط الصفوف مسؤولاً عن تنسيق تحركيات الفريق وفق روتين ثابت يسمى "الحركة الجهادية". عندما يأمر قائدهم بإطلاق النار، فإنهم يقومون بتجهيز مدافعهم باتجاه السماء ويلقون طلقتين جنبًا إلى جنب مؤكدين نجاحهما بصافرات وتعبيرات تشجيعية عالية الصوت من المتفرجين. تلعب عناصر بشرية مهمة دوراً فعالاً ضمن منظومة العمل كالآمر ('الزعيم') الذي يعد العمود الفقري لسير العملية بكفاءة نظرًا لما لديه القدرة على توجيه الآخرين نحو تحقيق هدف مشترك بناءً على خبرته المكتسبة سابقاً داخل عالم الرياضات البرية وبينما يعمل 'العُمَّار' على إعادة تزويد المدافع بالمسحوق اللازم لاستعادة نشاطها مجددًا بعد مغادرتها ميدان المعركة مؤقتًا. تعد مهارة العمال ضرورية للتخطيط الناجح لمسرح العمليات ونجاح المنصة نفسها. بذلك يكشف مشهد التبوريدة جانبًا آخر من جمال التاريخ العربي القديم ونبل أخلاقه لدى العرب. إنها ليست مجرد رياضة بل وسيلة حضارية لعرض الانتماء للعائلة والقوم والثقافة.

التعليقات