ولد المخترع اللبناني الشهير الدكتور حسن كامل الصباح في ١٦ أغسطس عام ١٨٩٥ في مدينة النبطية الواقعة في الجنوب اللبناني. بدأ مسيرته التعليمية بدراسة الفيزياء في الجامعة الأمريكية في بيروت، لكن حياته المهنية اتخذت منحنى مختلفاً عندما تم تجنيده للخدمة في الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى.
بعد نهاية الحرب، انتقل الصباح إلى دمشق حيث واصل تعليمه الأكاديمي وتعليم الآخرين كمعلم لمادة الرياضيات في جامعة امبريال كوليج. ورغم نجاحه في هذا المجال، سعى دائماً نحو التقدم العلمي، فهاجر إلى الولايات المتحدة لدراسة المزيد من علوم الهندسة الإلكترونية والفلك. قضى فترات بحث ودراسات مكثفة في المعاهد مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومعهد إلinois University.
عمل الدكتور الصباح لفترة طويلة ضمن فريق البحث العلمي لدى شركة جنرال إلكتريك في سينكتادي بنيويورك. هناك، طور عدداً هائلاً من الاختراعات والأبحاث التي أثرت بشكل عميق وصناعتَي الفضاء والصناعات ذات الصلة بالطاقة المتجددة. يبلغ مجموع براءات اختراعه ٢٧ براءة تسجل جميعها تحت اسمه، وكان لها دور فعال فيما نعرفه اليوم من تكنولوجيا فضائية واستخدام واسع للنظم الكهروميكانيكية.
من بين ابتكاراته البارزة جهاز تحكم ضغط عام ١٩٢٧، والقوس الكهربائي البخاري عام ١٩٢٨، ونظام المقوم ١٩٢٨، وإرسال التصوير المرئي ١٩٢٨ وغيرها الكثير مما ذكر سابقاً. كل هذه الإنجازات أدت مجتمعة لإحداث ثورة تقنية ساهم بها العالم العربي أحد أفراد الجالية اللبنانية المنتمية إليه.
للأسف، فقد المجتمع العالمي موهبته الرائدة باكراً؛ توفي الدكتور حسن كامل الصباح نتيجة حادث سيارة مؤسف عام ١936 وهو يبلغ الأربعين فقط من عمره. رغم قصر الفترة الزمنية لذلك الرجل الطموح والشغوف بالعلم والمعرفة إلا أنه ترك تراثا علمياً وغزيراً جعل منه رمزا للإبداع والإنجاز ليس فقط داخل بلاده ولكن أيضا خارج حدود الوطن الأم. ويذكر التاريخ بإعتزاز إسهاماته الهائلة للعالم الغربي وكذلك لعالم الشرق الذي نما وانتشر فيه تفكير مبتكر آخرون مستلهمين ومنظورين لمساهماته المؤثرة في مجالات متعددة ومتنوعة للغاية منها الطب والطباعة والنقل حتى الفن التشكيلي!