يعد الإعلام جزءًا لا يتجزأ من حياتنا الحديثة، ويترك بصمة واضحة على شباب اليوم سواء كان الأمر متعلقا بالتوجه الاجتماعي أو الثقافي أو حتى النفسي. إليكم نظرة عميقة حول كيف تؤثر الوسائل الإعلامية المختلفة - بما فيها التلفزيون والراديو والإنترنت - في تشكيل تجارب الحياة المبكرة للشباب:
- الجانب التعلمي: يمكن للإعلام أن يعمل كمصدر تعليمي رئيسي. توفر العديد من القنوات والبرامج التعليمية محتوى غني يساعد الشباب على تعلم مهارات جديدة واكتساب معرفة متنوعة بدءًا من المهارات الاجتماعية إلى التاريخ والثقافة العالمية عبر الفيديوهات التعليمية وأنشطة المحاكاة الواقعية.
- العدوان والسلوك العنيف: تعرض بعض المواقع الإلكترونية والتليفزيون مشاهد عنيفة بشكل مكثف قد تؤدي إلى زيادة احتمالية ظهور سمات عدوانية لدى الأطفال والشباب حسب الدراسات النفسية. كما ارتبط مشاهدة الأفلام الحربية والعنف الشديد بزيادة معدلات التفكير السلبي والسلوك العدائي بين الجمهور المستهدف لهذه الأعمال.
- الصحة العامة والنظام الغذائي: الاستخدام الطويل لأجهزة الشاشة يؤدي عادة لانخفاض مستويات اللياقة البدنية بسبب التقليل من الوقت المنفق على الأنشطة الرياضية الخارجية واستبداله بالنظر لفترة طويلة نحو الشاشات مما يشجع أيضا على استهلاك الوجبات الخفيفة ذات المحتوى الدهني المرتفع تحت تأثير الإعلانات التجارية المغرية.
- الآثار الأخلاقية والأخلاقيّة: يمكن للاختيارات المدروسة في اختيار المواد المقدمة عبر وسائل الإعلام أن تلعب دوراً هاماً في تعزيز القيم والمعايير الأخلاقية المناسبة للفئات العمرية الصغيرة وذلك عبر توجيه رسالة واضحة بأن هناك حدود لما هو مناسب اجتماعياً و ثقافياً بغض النظر عن كونها "مشوقة" فقط.
- نظرة تاريخية: يرسم الخط الزمني لتطور الاتصال الجماهيري صورة حيوية لعصر النهضة الرقمية الحالي والذي يعود جذوره الي عصر الطباعة خلال القرنين الماضيَين عندما كانت الصحف والقراءة هي الأدوات الرئيسية لنقل المعلومة وللتواصل . ومنذ بداية القرن العشرين ، تطورت تقنيات التواصل المرئي والصوتي بمصاحبة تقدم تكنولوجي ملحوظ . وهكذا أصبح بإمكان المؤسسات الاعلامية الآن الوصول الى جمهور عالمي واسع باستخدام الانترنيت كبوابة رقمية موحدة تسمح بنشر ونقل كافة أشكال المحتوي بسرعة ودقة عالية .
وفي النهاية يجب التنبه الى ضرورة تنظيم عمل مؤسسات الاعلام وضمان تحقيق توازن رقابي يحافظ علي مصالح الاسرة والشباب ويحدد الحدود الواجب مراعاتها عند انتاج مواد اعلاميه جديده تساهم بالحفاظ علي الهوية الثقافية وتعزز الروابط الاجتماعية داخل مجتمعاتنا المحلية والعالمية .