يتألف جسم النملة بشكل أساسي من ثلاث مناطق رئيسية هي الرأس والصدر والبطن. يضم الرأس زوجين بارزين من العيون المركبة بالإضافة إلى ثلاثة أزواج من العينين البسيطة التي تسمح لها بتحديد المسافات والأشكال بدقة. يوجد أيضًا قرنان حاسة شم قويتان تساعدان النملة في تحديد الموقع والتواصل عبر إشارات الفيرومونات الخاصة بها. كما يتميز الرأس بمجموعة متكاملة من الفكين القوية للأكل والحمل والدفاع.
في منطقة الوسط، الصدري، تجتمع عضلات النملة لتتحكم في الحركة الدقيقة لأرجلها الستة المثبتة جيدًا بالمخالب الصغيرة. هذه القدرة الاستثنائية على التنقل تساهم كثيرا في سرعة تنقل النملة وصعودها ووثباتها الرائعة بالنظر إلى حجمها الصغير.
أما الجزء الخلفي - البطني – فهو موطن لهيكل دفاعي مؤقت يسمى "القنفذ" والذي يمكن تحويله لسلاح فعال عند الضرورة. ومع ذلك، فإن أهم وظائف هذا القطاع تكمن في احتوائه لمختلف الوظائف البيولوجية الأخرى للنملة: وجود قلب الأنبوبي ذي التدفق أحادي الاتجاه، وأنظمة الغدد الهضمية المعقدة بكليسها الخاص لإنتاج وإنقاذ المواد الغذائية، والنظام العصبي المتخصص (مشابها لنخاع العمود الفقاري لدينا) مما يساعدها على التحكم بكل جوانب حياتها العملية والمعرفية.
على الرغم من عدم امتلاكها لرئة تقليدية مثل الثدييات، إلا أنها تتمتع بنظام تبادل غازي مبتكر يتيح لها الحصول على الأكسجين اللازم لبقاءها من خلال ثقب صغير منتشر حول جسدها. وبفضل نظاماتها المناعية الداخلية الفريدة والموروثات الجينية القوية للغاية، تستطيع النملة العيش لفترة طويلة نسبيا ضمن عالمها الاجتماعي الملتهب بالإجراءات اليومية للحفاظ عليه واستمرارية النوع بأكمله. وهذه العلاقات المجتمعية المدروسة ارتباطاتها المتبادلة هي إحدى أهم سمات شخصية النمل والتي ترجع إليها قدرته الهائلة للتكيُّف والبقاء رغم تحديات العالم الخارجي الصعبة نوعا ما بالنسبة لأصغر الحيوانات الأرضية براغماتيا!