في عالم السياسة العالمية المعاصر، يبرز اسم محمد بن سلمان بصفته أحد الشخصيات المؤثرة التي أسهمت بشكل كبير في تشكيل المشهد السياسي لمنطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ككل. كولي العهد السعودي منذ عام 2017، قام الأمير البالغ من العمر 36 عاماً بتوجيه مسيرة رؤية السعودية 2030 التي تستهدف تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط بالإضافة إلى العديد من الإصلاحات الاجتماعية والثقافية الجريئة.
ولد محمد بن سلمان آل سعود في الرياض عام 1985، وهو الابن الخامس للعاهل السعودي السابق الملك عبد الله بن عبد العزيز وأحد أبنائه من زوجته الثانية فهدة بنت فؤاد. تربى في بيئة ملكية غنية بالثقافة والتقاليد العربية التقليدية، ولكن مع التركيز القوي على التعليم الحديث. خدم في الجيش السعودي قبل الانخراط مباشرةً في العمل الحكومي، مما يعكس طموحه المبكر وتحوله المستمر.
احتلت رؤية 2030 مكان الصدارة بين أهم إنجازاته. هذه الرؤية الطموحة تتضمن خطوطا عريضة لإعادة هيكلة الاقتصاد السعودي لتكون أقل اعتماداً على الطاقة واستثمار مبلغ ضخم يفوق التريليون دولار أمريكي في مختلف القطاعات مثل السياحة والأعمال والاستثمار العقاري وغيرها. كما أنها تضمنت تغييرًا ثقافيًا واجتماعيًا واسع النطاق بما في ذلك حقوق المرأة والترفيه العام والسماح للأجانب بزيارة المملكة لأسباب غير دينية فقط.
بالإضافة إلى دوره المحوري داخل بلاده، يلعب ولي العهد دور فعال على المسرح الدولي أيضاً. فهو يدعم جهود السلام في اليمن ويعبر باستمرار عن رغبته في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة ودول الخليج الأخرى ومصر وإسرائيل ضمن ما يعرف باتفاقات إبراهيم. وقد أثارت سياساته الخارجية والمبادرات الداخلية الكثير من ردود الفعل المتنوعة حول العالم لكن لا يمكن إنكار التأثير الواسع لهذه الخطوات.
بفضل قيادة محمد بن سلمان، بدأت السعودية عملية تحول عميقة ليس فقط اقتصاديًا وسياسيًا ولكنه أيضًا اجتماعي وثقافي. ويظل مستقبل هذا البلد تحت رعايته مصدر اهتمام دولي متزايد فيما يستعد للتقدم أكثر نحوه رؤيته الثورية للمستقبل.