متى تكون الأحلام صادقة؟ دلائل وإشارات في النصوص الإسلامية

التعليقات · 0 مشاهدات

الأحلام، أو كما تُعرف أيضاً برؤى اليقظة، كانت ولا تزال محوراً رئيسياً للبحث والاستفسار لدى علماء الإسلام عبر التاريخ. لقد برز اسم العالم الكبير ابن سي

الأحلام، أو كما تُعرف أيضاً برؤى اليقظة، كانت ولا تزال محوراً رئيسياً للبحث والاستفسار لدى علماء الإسلام عبر التاريخ. لقد برز اسم العالم الكبير ابن سيرين بشكل خاص فيما يتعلق بتأويل الأحلام، مما أدى إلى كتابة العديد من المؤلفات القيمة حول هذا الموضوع. ولكن قبل الغوص عميقاً في طبيعة الأحلام وصدقتها، دعونا أولاً نتعمق في فهم مصطلحاتها المختلفة.

تشير كلمة "رؤية" لغوياً إلى العمل اليدوي للعين وللمشاهد المرئي. وفي المصطلح الشرعي، تشير الرؤية إلى الصور والخيوط التي يراها الشخص أثناء النوم والتي قد تحظى بالتفسير والإرشاد بناءً على ظروف ومعايير معينة. تنقسم هذه الرؤى إلى ثلاث فئات أساسية:

  1. الرؤى الصادقة: وهي الأكثر أهمية وقد ورد ذكرها كثيراً في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. تعتبر هذه الرؤى مؤشرات قوية على قرب صاحبها من الله عز وجل، وهي غالبًا ما تحمل بشرى سارة للمستقبل أو تحذيراً منه. تعد رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم مثالاً بارزاً لهذه النوعية من الرؤى، إذ شهد أنها واحدة من خمس وستين جزءاً من النبوة. وبالتالي فإن تحقيق مثل تلك الرؤى أمر شائع نسبياً بين الأشخاص المؤمنين الجديرين بثقة مجتمعهم.
  1. رؤى ذات صلة بالنفس: وهي ليست بنفس الدرجة من الوضوح والحقيقة مثل الأولى؛ فهي عبارة عن تفاصيل يومية بسيطة يعيشها الشخص خلال ساعات يقظته والتي يمكن أن ينساها لاحقاً ولكنه يحفظها بطريقة غير منطقية أثناء نومه فقط. وهذا النوع ليس له تأثير كبير على حياة الرائي العملية.
  1. رؤى مخيفة أو مضللة: يُعتقد أنه مصدرها الجان والشياطين الذين يستهدفون إيذاء البشر بإحداث حلُم مرعبة لهم بهدف زرع الخوف لديهم ودفعهم نحو الملل والفتور الروحي. وفقا للنصوص الدينية، فإن هؤلاء الجن قادرون بالفعل على التحكم بالحلم لكن دون تغيير واقعه المرتقب المستقبلي.

ومن المنظور الإسلامي، يعد وجود دليل واضح للتطبيق العملي لما شاهده الفرد أثناء نومهه هو المعيار الرئيسي لتحديد صدق حلمه. مثلاً، إذا حلم شخص بأنه سيصبح ثرياً ووجد نفسه تمتلك المال لاحقاً، فهذه علامة واضحة تدلل على تصديق حلمَه السابق. أما بالنسبة لمسلمين عموما تجاه التعامل مع احلامهم ، فتتمثل نصائح الدين الاسلامي فيها بأن يشعر كل مسلم بالإمتنان لحظه رؤية اي حلم محمود وان يبخل باخبار ذالك للحالم وحسب . وينطبق الشيء نفسُه أيضا لمن يتمتع بموهبة تفسير الاحلامحيث انه راغب دائماً بان يفسر لرجل صالح وليس لعاشق او ضال . أخيرا وليس آخرا، يدعو الدين الى عدم الانزعاج عندما نشاهد احداث مزعجه داخل عالم الاحلام لان الطبيب النفسي المعالج الوحيد ضد الهواجس او الوساوس السلبية المتعلقة بهذا الامر موجود بداخله وهو توكل علي الله وطموحه للاستمرار بالسلوك المحمود طوالحياته .

التعليقات