في المجتمعات المعاصرة، تعد ظاهرة التسول قضية معقدة تتطلب حلولا متعددة الأوجه. هذه الظاهرة ليست مجرد مشكلة اجتماعية مؤلمة فحسب، ولكنها أيضًا نتيجة لتجمع عوامل اقتصادية ونفسية واجتماعية. يمكن تصنيف المتسولين إلى عدة مجموعات بناءً على خلفياتهم المختلفة؛ البعض قد يقع في براثن الفقر بينما آخرون ربما يستغلون الوضع بحثاً عن الربح السريع.
إن فهم جذور المشكلة أمر ضروري لأي استراتيجية فعالة لمواجهتها. غالبًا ما يساهم انتشار الجهل والقصور الاقتصادي وغياب الدعم الحكومي في زيادة حالات التسول. وبالتالي، فإن تعزيز التعليم والتدريب المهني يعد خطوة أساسية نحو إيجاد خيارات بديلة للمتسولين. كما ينبغي التركيز على مبادرات الرعاية الصحية النفسية والدعم الاجتماعي الهادفة لمساعدة الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية تؤدي بهم للتسول كوسيلة للنجاة.
من جانب حكومي، هناك حاجة ملحة لتنفيذ سياسات تأخذ بمبدأ العدالة الاجتماعية وتوفير دعائم حماية اجتماعية تكفل حياة كريمة لكل مواطن بما يشمل شبكات الأمان الصحي والاجتماعي والبرامج التدريبية التي تساعد العاطلين عن العمل على إعادة اكتشاف مهارات جديدة ومبتكرة. بالإضافة لذلك، يجب تشديد العقوبات القانونية ضد أولئك الذين يستغلون حالة الآخرين للحصول على مكاسب غير قانونية.
وفي نهاية المطاف، يبقى دور المواطنين مهم جداً عبر دعم المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الخيرية المحلية والتي تعمل بلا كلل لتقديم المساعدات اللازمة لهؤلاء المصابين بحالة التشرد والفقر المدقعين وأيضا تنظيم الحملات الإعلامية التي تسعى لإحداث تغيير ثقافي حول إدراك القيمة الإنسانية لكافة أفراد المجتمع بغض النظر عن وضعهم الاقتصادي الحالي.
بهذا الشكل، يتم تحقيق هدف شامل وهو خلق بيئة مجتمعية صحية ومتكاملة حرصا منها على منح الجميع فرصة للعيش بكرامة واحترام الذات بعيدا عن الضغط النفسي والجسدى الناتج عادة بسبب عدم القدرة على الحصول علي الاحتياجات الاساسية للأنسان .