في قلب مدينة بيروت النابضة بالحياة، يأتي عيد الفطر كهدية مباركة ترفع من روحانيات المدينة وتجمع الناس معاً تحت مظلة محبة واحتفال. هذا العيد، الذي يلي شهر رمضان الكريم، يجسد جوهر الوحدة والمغفرة لدى المسلمين حول العالم بما في ذلك الشعب اللبناني العزيز.
تأتي استعدادات العيد المبكرة بمجرد رؤيته لهلال شوال، مما يشير إلى نهاية فترة الصوم الطويلة. تتسابق الأسر المحلية لإنجاز التحضيرات الخاصة بهم؛ تركز ربات المنازل على تحضير مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل القطائف والفطائر والحلوى بينما يستعد الشباب والأطفال لأول ظهور لهم باللباس الجديد صباح يوم العيد. خلال تلك الفترة، يسود شعور عميق بالقرب الروحي والثقة بالنفس عندما يعد الآباء الشكر لله على تحقيق هدف الصيام والصلاة بشكل ناجح طوال شهر رمضان المبارك ويتمنون عوده مرة أخرى سنة أخرى قادمة برضا وخير.
تزدهر المدن بشعارات ونشوة خاصة بالعوايد الإسلامية؛ تزين الشوارع والأماكن العامة بالأعلام الملونة وزخارف الزينة الجميلة والتي تعكس الحماس الجماهيري لهذه المناسبة الرائعة. بالإضافة لذلك، يقوم الأفراد المكلفون بإدارة دور العبادة بتزيين أماكن الصلاة باستخدام البخور والعطور المنعشة وكذلك استخدام الإنارة ذات الألوان المختلفة التي تضيف لمسة ساحرة للجو العام. تشهد الطرق الرئيسية عبورًا كثيفًا للتجار الذين يندفعون لشراء الهدايا والضروريات اللازمة للاحتفال ليل نهار قبل بدء فعاليات اليوم الكبير.
تمتلئ مساجد البلاد بالمؤمنين المنتظرين باجتهاد لقراءة القرآن وصلاة التراويح، وقد وصل البعض مبكرًا للاستماع لحكمة إمام المسجد المؤثرة أثناء الخطبة التي تنادي بالتراحم الاجتماعي وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين الأقارب والجيران ومعرفة قيمة المغفرة والتسامح داخل المجتمع. وبعد أداء الشعائر الدينية، يغمر مشاعر الحب والتقدير كافة المناطق حيث يقابل الأشخاص ذويهم بلطف وحسن خلق متبادلين عبارات التعزية والدعوات المشتركة بالسعادة والخير المستدام.
وعند الانتهاء من الصلاة، تجتمع العائلات مجددًا حول سفرة إفطار مفتوحة مليئة بمشويات شهية وحد السفرة الشهيرة وهي طبق تقليدي مميز يتميز به البلد. وعلى الرغم من ثراء الطعام إلا أنه غالبا مايكون بسيطا نسبيا لأنه سوف يليه الاستمتاع بفstrides كبيرة من المأكولات الأخرى الخفيفة كالقطائف وما الى ذلك...ثم تبدأ رحلات رسمية قصيرة الى منزل اقرب أقارب الناسب وغيرهما للحصول على تبادل الهدايا كتعبير عن الاحترام والمحبة فيما بين افراد الاسرة وفي نفس الوقت تقديرا لدور مستقبل ايمان وثواب الدين الاسلامي والسعي نحو انجاه الرسالة الربانية .وفي معظم الأحيان, تختتم أيام العيد بنزهة ممتعه وسط الحدائق أو غابات لبنان المهيبة استجابة لرغبات الاطفال الضرورية في الحصول علي فرصةللعب والاسترخاء خارج المنزل وسط عبير الطبيعة والنضرة الخلابة لها. حقا ان عسل الفطر في لبنان ليس مجرد عطلة دينية ولكنه احتفال ثقافي وسلوك اجتماعية هادف يؤكد تماسك مجتمع بلد الشرق الأوسط نابض الحياة دائماً .