الطبقة الاستراتوسفيرية للأرض، والمعروفة أيضاً بالطبقة العازلة أو "الأوزون"، هي واحدة من أهم الجوانب التي تضمن استمرارية الحياة كما نعرفها. تتواجد هذه الطبقة في الغلاف الجوي بين حوالي 15 إلى 50 كيلومتر فوق سطح الأرض. وهي مهمة جداً بسبب قدرتها الفريدة على حماية الكوكب من الأشعة فوق البنفسجية الضارة القادمة من الشمس.
تشكل غاز الأوزون (O₃) الجزء الأكبر من مكونات هذا المستوى من الغلاف الجوي، لكن هناك العديد من المواد الأخرى التي تساهم بشكل غير مباشر أو مباشر في تشكيل ووظائف الطبقة الستراتوسفيرية. هذه المكونات الرئيسية تشمل بخار الماء والأكسجين والأول أكسيد النيتروجين والنيتروجين الثنائي وثلاثي كلوروفلوروكربونات (CFCs).
بخار الماء يلعب دوراً أساسياً في عملية إنتاج الأوزون والتفاعلات داخل الطبقة الستراتوسفيرية. بينما يعمل الأكسجين كقاعدة أساسية لأحد ردود فعل توليد الأوزون. أول أكسيد النيتروجين ونسبة النيتروجين الثنائي هما أيضًا جزئين هامين لأنهما يستخدمان في إعادة تدوير المركبات المتحللة خلال دورة حياة الأوزون.
ثلاثي كلوروفلوروكربونات، رغم أنها تعتبر الآن مواد سامة للمحيط الحيوي بعد اكتشاف تأثيرها السلبي على الطبقة الاستراتوسفيرية، كانت ذات مرة مستخدمة بكثافة في المبيدات الحشرية والمبردات وغيرها من المنتجات التجارية. ولكن عندما تصل هذه المواد إلى أعلى مستوى للغلاف الجوي، فإنها تفقد ذرة واحدة أو أكثر من الكلور مما يسمح بتحليل الجزيئات الموجودة من الأوزون. وقد أدى ذلك إلى ما يعرف بثقب الأوزون الشهير الواقع فوق أنتاركتيكا والذي أصبح قضية بيئية عالمية ملحة.
في السنوات الأخيرة، تم تطبيق اتفاقيات دولية مثل بروتوكول مونتريال لتقييد استخدام واستهلاك CFCs وبالتالي بدء الانتعاش التدريجي للطبقة الاستراتوسفيرية. وهذا يوضح مدى حساسية النظام البيئي لكيفية تعامل الإنسان مع المسائل البيئية العالمية.
وبذلك، يمكن اعتبار الطبقة الستراتوسفيرية ليست مجرد مجموعة مؤلفة من مجموعة متنوعة من الغازات المختلفة فقط، بل إنها نظام بيئي مترابط يحتاج لحماية دقيقة وعناية خاصة لضمان إمدادات مستقرة وصحيحة لهذه الرئة الطبيعية للأرض.