يعد الحكم جزءًا أساسيًا وحيويًا في تنظيم سير مباريات كرة القدم، فهو المسؤول الأول والأخير عن تطبيق قوانين هذه الرياضة بشكل عادل ومنصف بين الفرق المتنافسة. يُطلق عليه "حكم الوسط"، وهو الشخص الوحيد القادر على مراقبة مجريات المباراة مباشرةً والحفاظ على نظامها واحترامها لقواعد اللعبة. بالإضافة إلى دوره المحوري كمرجع نهائي للأخطاء والتسللات وغيرها من القرارات الهامة، يلعب حكم وسط الملعب دوراً بارزاً في إدارة الوقت وتحديد لحظات بدء اللعب واستئنافَه بعد الانقطاعات المختلفة. كما أنه يساعد بحساب ركلة الجزاء عندما تكون هناك مخالفة داخل منطقة الجزاء الخاصة بالخصم ويُعلن عنها بصافرة خاصة له.
يتمتع حكم وسط الملعب بمجموعة مميزة من المهارات الفريدة التي تشمل البراعة البدنية والاستعداد الذهني لتحمل ضغط المنافسة الشديدة وفهم عميق لتعليمات ومبادئ قانون كرة القدم الدولي المعروف باسم "القانون". ولذلك فإن اختيار هذا المنصب يتطلب مستوى عالٍ جدًّا من التدريب والشهادات اللازمة للحصول على الاعتماد الرسمي للعمل ضمن رابطات واتحادات كرة قدم مختلفة حول العالم.
بالإضافة إلى ذلك، يتم دعم عمل حكم الوسط بثلاثة مساعدين يحكمون خطوط جانبي أرض الملعب كلٌ حسب موقعه الخاص؛ يراقب هؤلاء المساعدون اللعب ويتخذون قرارتهم بشأن ما إذا كانت العودة خارج الملعب تعتبر تسلل أم أنها تعود لصالح الفريق المُهاجم بناء على ملاحظات دقيقة ومفصلة للقوانين ذات الصلة. وعلى النقيض تمامًا، يأتي دخول حكم الفيديو المساعد VAR مؤخرًا كحلقة وصل مهمة لمنصة اتخاذ القرار النهائية فيما يتعلق بالحالات المثيرة للجدل والتي تحتاج لمراجعة متأنية قبل تأكيد نتيجة المباراة رسميًا وفقًا لأحدث التقنيات الرقمية الحديثة والمعايير الاحترافية الجديدة لكرة القدم العالمية.
في نهاية المطاف، يعد وجود فريق حكم شامل ومتكامل أمر حيوي لإنجاح أي مباراة كرة قدم بما فيه الكفاية وبما يستحق رياضة مثل هذه الشعبية عالمياً تقدر بنحو مليار مشاهد وممارس لها يومياً عبر مختلف قارات الأرض السبعة!