في يوم الثاني من ديسمبر من كل عام، تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بيوم الاتحاد، الذي يتزامن مع ذكرى استقلال البلاد عن المملكة المتحدة واتِّحاد ستْ إمارات لتشكيل ما نعرفه الآن بدولة الإمارات العربية المتحدة. يعود تاريخ هذا الحدث التاريخي إلى العام ١٩٧١ عندما اجتمع زعماء إمارات أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة ورأس الخيمة وأم القيوين لوضع اللبنات الأولى لاتفاقية الوحدة التي مهدت الطريق لتحقيق تطلعات الشعب نحو مستقبل مزدهر ومتماسك.
وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكثر الدول تقدما وزدهرا في العالم العربي. تمتلك اقتصادا قويا ويعكس نجاحا ملحوظا في مختلف القطاعات بما فيها التجارة والسياحة والخدمات المالية وغيرها الكثير. يأتي ذلك نتيجة حرص الحكومة المستمر على الاستثمار في التعليم والبنية التحتية والمبادرات الريادية التي عززت مكانة الدولة كوجهة مفضلة للأعمال والاستثمارات العالمية.
إن تنوع سكان الإمارات الغني بتعدد جنسياتهم يشكل جزءا أساسيا مما جعل منها مجتمعا غني الثقافات والحوار بين الشعوب. وعلى الرغم من كون الدين الرسمي للإمارات هو الإسلام، إلا أنها تعتبر واحة للتسامح الديني حيث تعيش الأقليات الدينية الأخرى جنبا إلى جنب بسعادة وأمان. تعد اللغة العربية اللغة الرسمية للدولة ولكن يتم استخدام الإنجليزية أيضا بشكل واسع نظرا لأهميتها التجارية والثقافية الدولية.
ومن الناحية السياسية، تتمتع الدولة بالنظام الفدرالي الرئاسي الذي يحافظ على توازن السلطات عبر المجلس الوطني الاتحادي المنتخب بالإضافة إلى حضور فعال للحكومة المركزية والإدارات المحلية لكل إمارة. ومن أعلام رؤساء الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لحاكمة أبوظبي وشريكته رئيس الوزراء الحالي بعد وفاته المفاجئة في مايو ٢٠٢٢ والذي خلفه أخيه غير الشقيق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حاليًا. وفي نفس السياق يعد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب الرئيس ورئيس الوزراء وحاكم دبي أحد الشخصيات المؤثرة في السياسة الاقتصادية والعلاقات الخارجية لدولة الإمارات منذ عقود طويلة أيضًا.
وفي النهاية، تجسد الاحتفالات السنوية لعيد الاتحاد روح الأمل والشراكة بين شعوب المنطقة الذين عملوا سوياً لبناء حضارة موحدة تجمع بين تراثها القديم وآمالها الطموحة لمستقبل مشرق يسوده الازدهار والإنجازات الإنسانية المشتركة.
