في جوهر وجودنا البشري، يأتي مفهوم "النفس" ليطرح أسئلة عميقة حول هويتنا ودوافعنا وسلوكياتنا. يشير مصطلح "النفس" تاريخيًا ولغوياً إلى الروح أو الجسد أو دم الشخص، وهو يمثل الجانب الخفي من كوننا والذي يحرك أعمالنا وانفعالاتنا واتخاذ القرارات. لكن يُنظر إلى هذا المفهوم بطرق مختلفة تمامًا عبر مدارس العلوم النفسية والفلسفية المختلفة.
من وجهة نظر مدرسة السلوك، تعتبر النفس ظاهرة داخلية ومعقدة يصعب تحديدها علمياً، وهي غالبًا ما تكون جزءًا من اللاوعي. بينما يرى البعض الآخر أن النفس البشرية تكمن في بنية جسم الإنسان وفسيولوجيته بأكملها، بما فيها الأعضاء. هنا يدخل دور العلماء مثل رéné Descartes الذين اقترحوا أن مركز النشاط النفسي يكمن في المخ والدماغ.
وفي الوقت نفسه، قسم الفيلسوف القديم أفلاطون النفس إلى ثلاث جوانب رئيسية: الجزء المرتبط بالشهوات والميول الطبيعية، والجزء المعني بالعقل المنطقي والتخطيط الإستراتيجي للقرارات المستقبلية، ثم هناك part المرادفة لإرادتنا الشخصية وقدرتنا على اتخاذ خيارات مستقلة.
كما تناول الدين الإسلامي هذا الموضوع أيضًا بإشاراته الثلاثة لنوعية الأنفس: الأمارة بالسُّوء -والذي يتجه نحو الخطيئة ويتبع الغرائز الطاغية- والنفس اللوامة المستنيرة ذات الضمير الواعي الناصح للأفعال وبالتالي تحاول تجنب المحرمات قدر إمكانها بغاية العدالة والسوية الأخلاقية؛ أخيرا جاء النوع الثالث وهو النفْس المطَّمئنة المؤمنة بوحدانية الله ورسله وطاعة شرعه وصلاح حال صاحبها خلال مراحل العمر كافة مما يقود لهدايته سبيل الحق والاستقامة. بالإضافة لذلك نجد رؤى أخرى تنعت النفس بأنها نتاج لتفاعلات كهربائية مغذاة عضوياً!
بالانتقال لأبعاد أكثر واقعية ومتعلقة بصحتنا الذهنية العامة، فإن حالة سلام واستقرار شخصيتنا الداخلية تعد أساس هاماً للحفاظ على رفاهيتنا بشكل عام حسب اعتقاد الكثير ممن يعمل في مجال طب الأعصاب والسلوكيات الإنسانية اليوم. فعلى الرغم من عدم القدرة التقليدية لرصد حالتنا الذهنية بدقة باستخدام أدوات قياس مادية إلا أنه ثبت ارتباط مظاهر اضطرابات الشعور العام بحالات صحية ذهنيه حرجة كتلك المسجلة تحت بند اضطراب ثنائي القطب واضطرابات الهوس الاكتئابي واضطرابات الوسواس القهري وغير ذلك كثير. حين نقارن الأفراد ذوي نوعيات مختلفة من المواقف تجاه تحديات الحياة سنلاحظ اختلاف مستويات تعرضهم لمختلف أشكال الضغط العقلي والعاطفي وبالتالي نتيجة متفاوتة لجودة الصحّة النفسية لديهم مدى طول فترة معاناتهم معه وبعد انتهاء مدتها كذلك. الآن بات معروفًا للجماهير أهمية تقديم أمرين مهمان جدًا عندما ينتاب أحد شعورا بعدم الراحة الداخلي وذلك بداية البحث خلف سبب ظهور تغييرات مفاجئه لسلوك العميل المعتاد سابقًا وكذا ضرورة رفع مستوى التواصل الاجتماعي والرعاية الاجتماعية له ولو بدرجة بسيطة فقط أثناء زيارة مختص نفسي متخصص إن وصل الأمر لصعوبات كبيرة جداً. فهناك علاجات متنوعة تشمل تلبيتها طلبات دعم شامل لكل جانب يحتاج اصلاح فيه قبل الوصول لفكرة وصف ادوية طبية لها تأثيرات جانبيه سيئه خصوصا لو كانت بدون اشارات ايجابیه وتزامنت وقت استخدامهما برفقه جلسات معرفيه اضافيه لتحسين طرق التفكير المصاحب لهذه الحالة المرضية كما ورد سابقا.
إن اكتشاف حقائق حول كيفية عمل عقليات البشر وتعاملها مع العالم الخارجي يساعد جميع شرائح المجتمع على زيادة تفهمه لنفسه ولدى الآخرین وبالتالي تخفيف حمل عبء حمل هموم وهموم سوء الفهم الكبير الموجودة أصلا عند البدایہ الاولی للتوافق نیابة عنه ضد الرياح العكسسية الصعبة المقابلَة لطريق الوصول لأهداف الأمن الداخلی المنشودة .
